وتوجّه الحسين عليهالسلام نحو العراق مغذّا ً لا يلوي على شيء حتّى نزل ذات عرق.
ولمّا بلغ عبيد اللّه بن زياد إقبال الحسين عليهالسلام من مكّة إلى الكوفة، بعث الحصين بن نمير صاحب شرطه حتّى نزل القادسية، ونظم الخيل بين القادسية إلى خفّان، ۲ / ۷۰
وما بين القادسية إلى القطقطانة. وقال الناس: هذا الحسين يريد العراق. ولمّا بلغ الحسين عليهالسلام الحاجر من بطن الرمّة، بعث قيس بن مسهر الصيداوي ـ ويقال: بل بعث أخاه من الرضاعة عبداللّه بن يقطر ـ إلى أهل الكوفة، ولم يكن عليهالسلام علم بخبر مسلم بن عقيل (رحمة اللّه عليهما) وكتب معه إليهم:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
من الحسين بن عليّ، إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين: سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد؛ فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبر فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقّنا، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدّوا؛ فإنّي قادم عليكم في أيّامي هذه، والسلام عليكم ورحمة اللّه.
۲ / ۷۱
وكان مسلم كتب إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة، وكتب إليه أهل الكوفة: إنّ لك هاهنا مئة ألف سيف فلا تتأخّر.
فأقبل قيس بن مسهر إلى الكوفة بكتاب الحسين عليهالسلام حتّى إذا انتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن نمير فأنفذه إلى عبيد اللّه بن زياد، فقال له عبيد اللّه: اصعد فسبّ الكذّاب الحسين بن عليّ، فصعد قيس فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ هذا الحسين بن عليّ خير خلق اللّه ابن فاطمة بنت رسول اللّه، وأنا رسوله إليكم فأجيبوه، ثمّ لعن عبيد اللّه بن زياد وأباه، واستغفر لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام وصلّى عليه، فأمر به عبيد اللّه أن يرمى به من فوق القصر، فرموا به فتقطّع.