۲ / ۴۲
فقام إليه عبداللّه بن مسلم بن ربيعة الحضرمي، حليف بني اُميّة، فقال: إنّه لا يصلح ما ترى إلاّ الغشم، إنّ هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوّك رأي المستضعفين.
فقال له النعمان: أكون من المستضعفين في طاعة اللّه أحبّ إليَّ من أن أكون من الأعزّين في معصية اللّه، ثمّ نزل.
وخرج عبداللّه بن مسلم فكتب إلى يزيد بن معاوية: أمّا بعد؛ فإنّ مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، فبايعته الشيعة للحسين بن عليّ، فإن يك لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قويّاً، ينفّذ أمرك ويعمل مثل عملكفي عدوّك، فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعّف.
ثمّ كتب إليه عمارة بن عقبة بنحو من كتابه، ثمّ كتب إليه عمر بن سعد بن أبي وقّاص مثل ذلك.
فلمّا وصلت الكتب إلى يزيد دعا سرجون مولى معاوية، فقال: ما رأيك؟ إنّ حسيناً قد وجّه إلى الكوفة مسلم بن عقيل يبايع له، وقد بلغني عن النعمان بن بشير ضعف وقول سيّئ، فمن ترى أن أستعمل على الكوفة؟ وكان يزيد عاتباً على عبيد اللّه بن زياد، فقال له سرجون: أَرَأَيتَ معاوية لو نشر لك حيّاً أما كنت آخذاً برأيه؟ قال: نعم.