وتلاقت الرسل كلّها عنده، فقرأ الكتب وسأل الرسل عن الناس، ثمّ كتب مع هانئ بن هانئ وسعيد بن عبداللّه وكانا آخر الرسل:
۲ / ۳۹
بسم اللّه الرحمن الرحيم
من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المسلمين والمؤمنين، أمّا بعد؛ فإنّ هانئاً وسعيداً قدما عليَّ بكتبكم، وكانا آخر مَن قدم عليَّ من رسلكم، وقد فهمت كلَّ الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلّكم: أنّه ليس علينا إمام، فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الهدى والحقّ. وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقثي من أهل بيتي، فإن كتب إليَّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكاً إن شاء اللّه، فلعمري، ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحقّ، الحابس نفسه على ذات اللّه، والسلام.
ودعا الحسين بن عليّ عليهماالسلام مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضىاللهعنه، فسرّحه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعُمارة بن عبد السلولي وعبد الرحمن بن عبداللّه الأرحبي، وأمره بتقوى اللّه وكتمان أمره واللطف، فإن رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجّل إليه بذلك.
فأقبل مسلم حتّى أتى المدينة فصلّى في مسجد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وودّع من أحبّ ۲ / ۴۰
من أهله، ثمّ استأجر دليلين من قيس، فأقبلا به يتنكّبان الطريق، فضّلا وأصابهم عطش شديد، فعجزا عن السير، فأومئا له إلى سنن الطريق بعد أن لاح لهما ذلك، فسلك مسلم ذلك السنن ومات الدليلان عطشاً.
فكتب مسلم بن عقيل رحمهالله من الموضع المعروف بالمضيق مع قيس بن مسهر: