يعني بجابلقا وجابرسا المدينتين اللتين ذكرهما الحسن أخوه عليهالسلام.
وكان من برهان كمالهما وحجّة اختصاص اللّه لهما ـ بعد الذي ذكرناه من مباهلة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بهما ـ بيعة رسول اللّه لهما، ولم يبايع صبيّاً في ظاهر الحال غيرهما، ۲ / ۳۰
ونزول القرآن بإيجاب ثواب الجنّة لهما على عملهما مع ظاهر الطفولية فيهما، ولم ينزل بذلك في مثلهما، قال اللّه عز اسمه في سورة هل أتى:
«وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَ لاَ شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَ جَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيرًا».۱
فعمّهما هذا القول مع أبيهما واُمّهما عليهمالسلام، وتضمّن الخبر نطقهما في ذلك وضميرهما الدالّين على الآية الباهرة فيهما، والحجّة العظمى على الخلق بهما، كما تضمّن الخبر عن نطق المسيح عليهالسلام في المهد وكان حجّة لنبوّته، واختصاصه من اللّه بالكرامة الدالّة على محلّه عنده في الفضل ومكانه.
وقد صرّح رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بالنصّ على إمامته وإمامة أخيه من قبله بقوله: ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا.
ودلّت وصيّة الحسن عليهالسلام إليه على إمامته، كما دلّت وصيّة أمير المؤمنين إلى الحسن على إمامته، بحسب ما دلّت وصيّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين على إمامته من بعده.