وكان الحسن بن عليّ عليهماالسلام يشبه بالنبيّ صلىاللهعليهوآله من صدره إلى رأسه، والحسين يشبه به من صدره إلى رجليه، وكانا حبيبي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من بين جميع أهله وولده.
روى زاذان عن سلمان رضىاللهعنه قال: سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول في الحسن والحسين عليهماالسلام:
۲ / ۲۸
الّلهمّ إنّي اُحبّهما فأحبّهما وأحبّ من أحبّهما.
وقال عليه وآله السلام: من أحبّ الحسن والحسين عليهماالسلام أحببته، ومن أحببته أحبّه اللّه، ومن أحبّه اللّه عز و جل أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه اللّه، ومن أبغضه اللّه خلّده في النار.
وقال عليه وآله السلام: إنّ ابنيَّ هذين ريحانتاي من الدنيا.
وروى زر بن حبيش عن ابن مسعود، قال: كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يصلّي فجاءه الحسن والحسين عليهماالسلام فارتدفاه، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً، فلمّا عاد عادا، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه وهذا على فخذه، وقال: من أحبّني فليحبّ هذين.
۲ / ۲۹
وكانا عليهماالسلام حجّة اللّه تعالى لنبيّه عليه وآله السلام في المباهلة، وحجّة اللّه من بعد أبيهما أمير المؤمنين ـ عليه وعليهم السلام ـ وعلى الاُمّة في الدين والإسلام والملّة.
وروى محمّد بن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبداللّه عليهالسلام قال: قال الحسن بن عليّ عليهماالسلام لأصحابه: إنّ للّه تعالى مدينتين: إحداهما في المشرق، والاُخرى في المغرب، فيهما خلق للّه عز و جل لم يهمّوا بمعصية له قطّ، واللّه، ما فيهما وما بينهما حجّة للّه على خلقه غيري وغير أخي الحسين.
وجاءت الرواية بمثل ذلك عن الحسين عليهالسلام أنّه قال لأصحاب ابن زياد: ما بالكم تناصرون عليَّ؟! أَمَ واللّه، لئن قتلتموني لتقتلنَّ حجّة اللّه عليكم، لا واللّه، ما بين جابلقا وجابرسا ابن نبيّ احتجّ اللّه به عليكم غيري.