يَقولُ أميرٌ غادرٌ حَقّ غادرِ:
أَلا كُنتَ قَاتَلتَ الشَهيدَ ابنَ فاطِمَة!
فَيا نَدمي إلاّ أَكونَ نَصَرتُهُ
أَلا كُلُّ نَفسٍ لا تُسَدّد نادِمَه
و إنّي لأنّي لم أكن مِن حُماتِهِ
لَذو حَسرَةٍ ما إن تفارقُ لازمَه
سَقَى اللّهُ أرواحَ الذين تأزّروا
عَلى نَصرِهِ سُقياً من الغَيثِ دائمَه
وَقَفتُ على أجداثِهِم ومجالِهم
فَكاد الحَشا ينفَضُّ والعينُ ساجمَه
لَعَمري لَقد كانوا مَصالِيتَ في الوَغى
سِراعاً إلى الهَيجا حُماةً خَضارمَه
تآسّوا على نَصرِ ابن بِنتِ نبيِّهِم
بَأَسيافِهِم آسادَ غيلٍ ضَراغِمَه
فإِن يُقتلوا فكُلّ نفسٍ تقيَّةٍ
على الأرض قَد أضحَت لِذلكَ واجِمه
و ما إِن رأَى الراءُونَ أَفضَل منهُمُ
لدى الموتِ ساداتٍ وزُهراً قماقِمَه
أَ تَقتلهم ظُلماً وتَرجو ودادَنا
فَدَع خُطَّةً ليست لنا بملائمَه!
لعمري لَقد راغمتُمونا بِقَتلِهِم
فَكَم ناقِمٍ منّا عليكم وناقِمَه
أَهُمّ مِراراً أن أسيرَ بِجَحفَلٍ
إِلى فِئَةٍ زاغَت عَنِ الحقِّ ظالمه
فَكُفُّوا وإلاّ ذُدتكُم في كَتائبٍ
أَشَدَّ عليكم من زُحوفِ الدَيالِمَه