قال: ولمّا اُتي أهل المدينة مقتل الحسين خرجت ابنة عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها، وهي حاسره تلوي بثوبها وهي تقول:
۵ / ۴۶۷
ما ذا تَقولونَ إن قالَ النبيُّ لَكُم
ماذا فَعَلتُم وأَنتُم آخرُ الاُممِ
بِعِترَتي وبِأَهلي بَعدَ مُفتقدِي
مِنهُم اُسارى ومِنهُم ضُرِّجوا بِدَمِ!
قال هشام: عن عوانة، قال: قال عبيد اللّه بن زياد لعمر بن سعد بعد قتله الحسين: يا عمر، أين الكتاب الذي كتبت به إليك في قتل الحسين؟
قال: مضيت لأمرك وضاع الكتاب، قال: لتجيئنّ به! قال: ضاع، قال: واللّه، لتجيئني به! قال: ترك واللّه يقرأ على عجائز قريش اعتذاراً إليهنّ بالمدينة، أما واللّه، لقد نصحتك في حسين نصيحة لو نصحتها أبي سعد بن أبي وقاص كنت قد أدّيت حقّه.
قال عثمان بن زياد أخو عبيد اللّه: صدق واللّه، لوددت أنّه ليس من بني زياد رجل إلاّ وفي أنفه خزامة إلى يوم القيامة وأنّ حسيناً لم يقتل، قال: فو اللّه، ما أنكر ذلك عليه عبيد اللّه.
قال هشام: حدّثني بعض أصحابنا، عن عمرو بن أبي المقدام، قال:
حدّثني عمرو بن عكرمة، قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة، فإذا مولى لنا يحدّثنا، قال: سمعت البارحة منادياً ينادي وهو يقول:
أَيُّها القاتِلونَ جَهلاً حسيناً
أَبِشروا بالعَذابِ والتَنكيلِ
كُلُّ أَهلِ السماءِ يَدعو عَلَيكُمُ
مِن نبيّ وملاكٍ وقَبيلِ