ثمّ قال لخوليّ بن يزيد الأصبحي: احتزّ رأسه، فأراد أن يفعل، فضعف فأرعد، فقال له سنان بن أنس: فتَّ اللّهُ عضديك، وأبانَ يديك! فنزل إليه فذبحه واحتزّ رأسه، ثمّ دفع إلى خوليّ بن يزيد، وقد ضرب قبل ذلك بالسيوف.
قال أبو مخنف عن جعفر بن محمّد بن عليّ، قال: وجد بالحسين عليهالسلام حين قُتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة.
قال: وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحدٌ من الحسين إلاّ شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه، حتّى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولّي.
قال: وسلب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته ـ و كانت من خزّ، وكان يسمّى بعد قيس قطيفة ـ وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له: الأسود، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم، فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بديل.
قال: ومال الناس على الورس والحلل والإبل وانتهبوها، قال: ومال الناس على نساء الحسين وثقله ومتاعه، فإن كانت المرأة لتنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه، فيذهب به منها.
قال أبو مخنف: حدّثني زهير بن عبد الرحمن الخثعمي، أنّ سويد بن عمرو بن أبي المطاع كان صُرع فاُثخن، فوقع بين القتلى مثخناً، فسمعهم يقولون: قتل الحسين، فوجد إفاقة، فإذا معه سكّين وقد أخذ سيفه، فقاتلهم بسكينه ساعة، ثمّ إنّه قتل، قتله عروة بن بطار التغلبي، وزيد بن رقاد الجنبي، وكان آخر قتيل.
۵ / ۴۵۴
قال أبو مخنف: حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال، انتهيت إلى عليّ بن الحسين بن عليّ الأصغر وهو منبسط على فراش له، وهو مريض، وإذا شمر بن ذي الجوشن في رجّالة معه يقولون: ألا نقتل هذا؟