وعِندَ غَنىٍّ قَطرةٌ مِن دِمائنا
و في أَسدٍ اُخرى تُعَدَُّ وتُذكرُ
۵ / ۴۴۹
قال: وزعموا أنّ العبّاس بن عليّ قال لإخوته من اُمه عبداللّه، وجعفر وعثمان: يا بني اُمّي، تقدّموا حتّى أرثكم، فإنّه لا ولد لكم، ففعلوا، فقتلوا.
و شدّ هانئ بن ثبيت الحضرمي على عبداللّه بن عليّ بن أبي طالب فقتله، ثمّ شدّ على جعفر بن عليّ فقتله وجاء برأسه، ورمى خَوَلّي بن يزيد الأصبحي عثمان بن عليّ بن أبي طالب بسهم، ثمّ شدّ عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله، وجاء برأسه، ورمى رجل من بني أبان بن دارم محمّد بن عليّ بن أبي طالب فقتله وجاء برأسه.
قال هشام: حدّثني أبو الهذيل ـ رجل من السكون ـ عن هانئ بن ثبيت الحضرمي، قال: رأيته جالساً في مجلس الحضرميّين في زمان خالد بن عبداللّه وهو شيخ كبير، قال: فسمعته وهو يقول: كنتُ ممّن شهد قَتلَ الحسين، قال: فو اللّه، إنّي لواقف عاشر عشرة ليس منّا رجلٌ إلاّ على فرس، وقد جالت الخيل وتصعصعت، إذ خرج غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية، عليه إزار وقميص، وهو مذعور، يتلفّت يميناً وشمالاً، فكأنّي أنظر إلى درّتين في اُذنيه تذبذبان كلّما التفت، إذ أقبل رجل يركض، حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف.
قال هشام: قال السكوني: هانئ بن ثبيت هو صاحب الغلام، فلمّا عُتب عليه كنى عن نفسه.
قال هشام: حّدثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: عطش الحسين حتّى اشتدّ عليه العطش، فدنا ليشرب من الماء، فرماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في فمه، فجعل يتلقّى الدم من فمه، ويرمي به إلى السماء، ثمّ حمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ جمع يديه فقال: اللّهمّ أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً.