ذكر عزل الوليد عن المدينة وولاية عمرو بن سعيد
وفي هذه السنة عزل يزيدُ الوليدَ بن عتبة عن المدينة، عزله في شهر رمضان، فأقرّ عليها عمرو بن سعيد الأشدق.
وفيها قدم عمرو بن سعيد بن العاص المدينة في رمضان، فزعم الواقدي أنّ ابن عمر لم يكن بالمدينة حين ورد نعي معاوية وبيعة يزيد على الوليد، وأنّ ابن الزبير والحسين لما دُعيا إلى البيعة ليزيد أبيا وخرجا من ليلتهما إلى مكّة، فلقيهما ابن عبّاس وابن عمر جائيين من مكّة، فسألاهما، ما وراءكما؟
قالا: موت معاوية والبيعة ليزيد، فقال لهما ابن عمر: اتّقيا اللّه ولا تفرّقا جماعة المسلمين، وأمّا ابن عمر فقدم فأقام أيّاماً، فانتظر حتّى جاءت البيعة من البلدان، فتقدّم إلى الوليد بن عتبة فبايعه، وبايعه ابن عبّاس.
وفي هذه السنة وجّه عمرو بن سعيد عمرو بن الزبير إلى أخيه عبداللّه بن الزبير لحربه.
ذكر الخبر عن ذلك
ذكر محمّد بن عمر أنّ عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق قدم المدينة في رمضان سنة ستّين، فدخل عليه أهل المدينة، فدخلوا على رجل عظيم الكبر مفوّه.
۵ / ۳۴۴
قال محمّد بن عمر: حدّثنا هشام بن سعيد، عن شيبة بن نصاح، قال: كانت الرسل تجري بين يزيد بن معاوية وابن الزبير في البيعة، فحلف يزيد ألاّ يقبل منه حتّى يؤتى به في جامعة، وكان الحارث بن خالد المخزومي على الصلاة، فمنعه ابن الزبير، فلمّا منعه كتب يزيد إلى عمرو بن سعيد، أن ابعث جيشاً إلى ابن الزبير، وكان عمرو بن سعيد لمّا قدم المدينة ولّى شرطته عمرو بن الزبير، لما كان يعلم ما بينه وبين عبداللّه بن الزبير من البغضاء، فأرسل إلى نفر من أهل المدينة فضربهم ضرباً شديداً.