قال: فغضب ابن حوزة، فذهب ليقحم إليه الفرس وبينه وبينه نهر، قال: فعلقت قدمه بالركاب، وجالت به الفرس فسقط عنها، قال: فانقطعت قدمه وساقه وفخذه، وبقي جانبه الآخر متعلّقا بالركاب.
قال: فرجع مسروق وترك الخيل من ورائه، قال: فسألته، فقال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئاً لا اُقاتلهم أبداً.
قال: ونشب القتال.
قال أبو مخنف: وحدّثني يوسف بن يزيد، عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس ـ وكان قد شهد مقتل الحسين ـ قال: وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس فقال: يا برير بن حضير، كيف ترى اللّه صَنَعَ ۵ / ۴۳۲
بك؟ قال: صَنَعَ اللّه واللّه بي خيراً وصنع اللّه بك شرّاً، قال: كذبت، وقبل اليوم ما كنت كذّاباً، هل تذكر وأنا اُماشيك في بني لوذان وأنت تقول: إنّ عثمان بن عفاّن كان على نفسه مسرفاً، وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالّ مضلّ، وإنّ إمام الهدى والحقّ عليّ بن أبي طالب؟
فقال له برير: أشهد أنّ هذا رأيي وقولي، فقال له يزيد بن معقل: فإنّي أشهد أنّك من الضالّين.
فقال له برير بن حضير: هل لك فلاُباهلك، ولندعُ اللّه أن يلعن الكاذب وأن يقتل المبطل، ثمّ اخرج فلاُبارزك، قال: فخرجا فرفعا أيديهما إلى اللّه يدعوانه ان يلعن الكاذب، وأن يقتل المحقُّ المبطلّ، ثمّ برز كلّ واحد منهما لصاحبه، فاختلفا ضربتين، فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضرّه شيئاً، وضربه برير بن حضير ضربة قدّت المغفر، وبلغت الدماغ، فخرّ كأنّما هوى من حالق، وأنّ سيف ابن حضير لثابتٌ في رأسه، فكأنّي أنظر إليه ينضنضه۱ من رأسه، وحمل عليه رضي بن منقذ العبدي فاعتنق بريراً، فاعتركا ساعة، ثمّ إنّ بريراً قعد على صدره، فقال رضي: أين أهل المصاع والدفاع؟