قال أبو مخنف: فحدّثني حسين أبو جعفر، قال: ثمّ إنّ رجلاً من بني تميم ـ يقال له عبداللّه بن حوزة ـ جاء حتّى وقف أمام الحسين، فقال: يا حسين، يا حسين!
فقال حسين: ما تشاء؟ قال: أبشر بالنار!
قال: كلا، إنّي أقدم على ربّ رحيم، وشفيع مطاع، من هذا؟ قال له أصحابه: هذا ابن حوزة.
۵ / ۴۳۱
قال: ربّ حزه إلى النار، قال: فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه، وتعلّقت رجله بالركاب، ووقع رأسه في الأرض، ونفر الفرس، فأخذ يمرّ به فيضرب برأسه كلّ حجر وكلّ شجرة حتّى مات.
قال أبو مخنف: وأمّا سويد بن حيّة، فزعم لي أنّ عبداللّه بن حوزة حين وقع فرسه بقيت رجله اليسرى في الركاب، وارتفعت اليمنى فطارت، وعدا به فرسه يضرب رأسه كلّ حجر و أصل شجرة حتّى مات.
قال أبو مخنف عن عطاء بن السائب، عن عبد الجبّار بن وائل الحضرمي، عن أخيه مسروق بن وائل، قال: كنت في أوائل الخيل ممّن سار إلى الحسين، فقلت: أكون في أوائلها لعلّي اُصيب رأس الحسين، فاُصيب به منزلة عند عبيد اللّه بن زياد، قال: فلمّا انتهينا إلى حسين تقدّم رجل من القوم يقال له: ابن حوزة، فقال: أ فيكم حسين؟ قال: فسكت حسين، فقالها ثانية، فأسكت، حتّى إذا كانت الثالثة قال: قولوا له: نعم، هذا حسين، فما حاجتك؟
قال: يا حسين، أبشر بالنار، قال: كذبت، بل أقدم على ربّ غفور وشفيع مطاع، فمن أنت؟ قال: ابن حوزة.
قال: فرفع الحسين يديه حتّى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب، ثمّ قال: اللّهمّ حزه إلى النار.