قال: فسبّوه، وأثنوا على عبيد اللّه بن زياد، ودعوا له، وقالوا: واللّه، لا نبرح حتّى نقتل صاحبك ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد اللّه سلماً.
فقال لهم: عباد اللّه، إنّ ولد فاطمة (رضوان اللّه عليها) أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة، فإن لم تنصروهم فاُعيذكم باللّه أن تقتلوهم، فخلّوا بين الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية، فلعمري، إنّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
قال: فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال: اسكت أسكت اللّه نأمتك، أبرمتنا بكثرة كلامك!
فقال له زهير: يا بن البوّال على عقبيه، ما إيّاك اُخاطب، إنّما أنت بهيمة، واللّه، ما أظنّك تحكم من كتاب اللّه آيتين، فابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم. فقال له شمر: إنّ اللّه قاتلك وصاحبك عن ساعة.
۵ / ۴۲۷
قال: أ فبالموت تخوّفني؟! فو اللّه، للموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم، قال: ثمّ أقبل على الناس رافعاً صوته، فقال: عباد اللّه، لا يغرّنّكم من دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه، فو اللّه، لا تنال شفاعة محمّد صلىاللهعليهوآله قوماً هراقوا دماء ذرّيّته وأهل بيته، وقتلوا مَن نصرهم وذبّ عن حريمهم.
قال: فناداه رجل فقال له: إنّ أبا عبداللّه يقول لك: أقبل، فلعمري، لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ!
قال أبو مخنف: عن أبي جناب الكلبي، عن عديّ بن حرملة، قال: ثمّ إنّ الحرّ بن يزيد لمّا زحف عمر بن سعد، قال له: أصلحك اللّه! مقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: إي واللّه قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي، قال: أفما لكم في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضاً؟ قال عمر بن سعد: أما واللّه، لو كان الأمر إليَّ لفعلت، ولكن أميرك قد أبى ذلك.