فقال الحسين عليهالسلام: حسبي اللّه ونعم الوكيل! قال: فتذمّمنا وسلّمنا عليه، ودعونا اللّه له، قال: فما يمنعكما من نصرتي؟ فقال مالك بن النضر: عليَّ دين، ولي عيال، فقلت له: إنّ عليَّ ديناً، وأنّ لي لعيالاً، ولكنّك إن جعلتني في حلّ من الانصراف إذا ۵ / ۴۱۹
لم أجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعاً، وعنك دافعاً! قال: قال: فأنت في حلّ، فأقمت معه.
فلمّا كان الليل قال: هذا الليل قد غشيكم، فاتّخذوه جملاً، ثمّ ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج اللّه، فإنّ القوم إنّما يطلبوني، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبداللّه بن جعفر: لِمَ نفعل لنبقى بعدك؟! لا أرانا اللّه ذلك أبداً، بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ، ثمّ إنّهم تكلّموا بهذا ونحوه.
فقال الحسين عليهالسلام: يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم، قالوا: فما يقول الناس؟! يقولون إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خيرَ الأعمام ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا!! لا واللّه، لا نفعل، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا، ونقاتل معك حتّى نرد موردك، فقبّح اللّه العيش بعدك!
قال أبو مخنف: حدّثني عبداللّه بن عاصم، عن الضحّاك بن عبداللّه المشرقي، قال: فقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال: أَ نحن نخلّي عنك ولمّا نعذر إلى اللّه في أداء حقّك؟! أما واللّه، حتّى أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا اُفارقك، و لو لم يكن معي سلاح اُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتّى أموت معك.