قال أبو مخنف: حدّثني عمر بن خالد، عن زيد بن عليّ بن حسين، وعن داود بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس، أنّ بني عقيل قالوا: لا واللّه، لا نبرح حتّى ندرك ثأرنا، أو نذوق ما ذاق أخونا.
۵ / ۳۹۸
قال أبو مخنف: عن أبي جناب الكلبي، عن عديّ بن حرملة، عن عبداللّه بن سليم والمذرى بن المشمعل الأسديّين، قالا: فنظر إلينا الحسين فقال: لا خير في العيش بعد هؤاء.
قالا: فعلمنا أنّه قد عزم له رأيه على المسير، قالا: فقلنا: خار اللّه لك، قالا: فقال: رحمكما اللّه.
قالا: فقال له بعض أصحابه: إنّك واللّه ما أنت مثل مسلم بن عقيل، ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع.
قال الأسديان: ثمّ انتظر حتّى إذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه: أكثروا من الماء فاستقوا وأكثروا، ثمّ ارتحلوا وساروا حتّى انتهوا إلى زبالة.
قال أبو مخنف: حدّثني أبو عليّ الأنصاري، عن بكر بن مصعب المزني، قال: كان الحسين لا يمرّ بأهل ماء إلاّاتّبعوه حتّى إذا انتهى إلى زبالة سقط إليه مقتل أخيه من الرضاعة، مقتل عبداللّه بن بُقطُر، وكان سرّحه إلى مسلم بن عقيل من الطريق، وهو لا يدري أنّه قد اُصيب، فتلقّاه خيل الحصين بن تميم بالقادسية، فسرّح به إلى عبيد اللّه بن زياد، فقال: اصعد فوق القصر فالعن الكذّاب ابن الكذّاب، ثمّ انزل حتّى أرى فيك رأيي! قال: فصعد، فلمّا أشرف على الناس قال:
أيّها الناس، إنّي رسول الحسين ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة ابن سمية الدَعِيّ، فأمر به عبيد اللّه فاَُلقي من فوق القصر إلى الأرض، فكسرت عظامه، وبقي به رمق، فأتاه رجل يقال له: عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه، فلمّا عيب ذلك عليه قال: إنّما أردت أن اُريحه.