قال أبو مخنف: حدّثني يونس بن أبي إسحاق السبيعي، قال: ولمّا بلغ عبيد اللّه إقبال الحسين من مكّة إلى الكوفة، بعث الحصين بن تميم صاحب شُرَطه حتّى نزل القادسية، ونظم الخيلَ ما بين القادسية إلى خفّان، وما بين القادسية إلى القطقطانة وإلى لَعلَع، وقال الناس: هذا الحسين يريد العراق.
قال أبو مخنف: وحدّثني محمّد بن قيس أنّ الحسين أقبل حتّى إذا بلغ الحاجر من بطن الرمّة بعث قيس بن مسهر الصيداويّ إلى أهل الكوفة، وكتب معه إليهم:
۵ / ۳۹۵
بسم اللّه الرحمن الرحيم
من الحسين بن عليّ إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين: سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد؛ فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم، و اجتماع ملئكم على نصرنا، والطلب بحقّنا، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شَخَصتُ إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم ووجدّوا، فإنّي قادم عليكم في أيّامي هذه إن شاء اللّه، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
و كان مسلم بن عقيل قد كان كتب إلى الحسين قبل أن يقتل لسبع وعشرين ليلة: أمّا بعد؛ فإنّ الرائد لا يَكذِبُ أهله، إنّ جمع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تقرأ كتابي، والسلام عليك.
قال: فأقبل الحسين بالصبيان والنساء معه لا يلوي على شيء، وأقبل قيس بن مسهر الصيداويّ إلى الكوفة بكتاب الحسين، حتّى إذا انتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن تميم، فبعث به إلى عبيد اللّه بن زياد، فقال له عبيد اللّه: اصعد إلى القصر فسبّ الكذّاب ابن الكذّاب، فصعد ثمّ قال: