قال حصين: فلمّا قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة، كأنّما تلطّخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتّى ترتفع.
قال: وحدّثني العلاء بن أبي عاثة، قال: حدّثني رأس الجالوت، عن أبيه، قال: ما مررت بكربلاء إلاّ وأنا أركُض دابّتي حتّى أخلّف المكان، قال: قلت: لم؟ قال: كنّا نتحدّث أنّ ولد نبيّ مقتول في ذلك المكان، قال: وكنت أخاف أن أكون أنا، فلمّا قتل الحسين قلنا: هذا الذي كنّا نتحدّث، قال: وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض.
۵ / ۳۹۴
حدّثني الحارث، قال: حدّثنا ابن سعد، قال: حدّثني عليّ بن محمّد، عن جعفر بن سليمان الضبعي، قال: قال الحسين: واللّه، لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلّط اللّه عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من فرم الأمة، فقدم للعراق فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنّة إحدى وستّين.
قال الحارث: قال ابن سعد: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: قتل الحسين بن عليّ عليهالسلام في صفر سنّة إحدى وستّين، وهو يومئذ ابن خمس وخمسين.
حدّثني بذلك أفلح بن سعيد، عن ابن كعب القرظيّ، قال الحارث: حدّثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمّد بن عمر، عن أبي معشر، قال: قتل الحسين لعشر خلون من المحرّم. قال الواقدي: هذا أثبت.
قال الحارث: قال ابن سعد: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: أخبرنا عطاء بن مسلم، عمّن أخبره، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: أوّل رأس رفع على خشبة رأس الحسين رضىاللهعنه وصلّى اللّه على روحه.
قال أبو مخنف: عن هشام بن الوليد، عمّن شهد ذلك، قال: أقبل الحسين بن عليّ بأهله من مكّة ومحمّد بن الحنفية بالمدينة، قال: فبلغه خبره وهو يتوضّأ في طست، قال: فبكى حتّى سمعت وكفُ۱ دموعه في الطست.