و الوهط: حائط لعبداللّه بن عمرو بالطائف، قال: وكان معاوية قد ساوم به عبداللّه بن عمرو، وأعطاه به مالاً كثيراً، فأبى أن يبيعه بشيء.
قال: وأقبل الحسين مغذّاً لا يلوي على شيء حتّى نزل ذات عرق.
قال أبو مخنف: حدّثني الحارث بن كعب الوالبي، عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، قال: لمّا خرجنا من مكّة كتب عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب إلى الحسين بن عليّ مع ابنيه: عون ومحمّد:
أمّا بعد؛ فإنّي أسالك باللّه لمّا انصرفت حين تنظر في كتابي، فإنّي مشفق عليك من الوجه الذي توجّه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكتَ اليوم ۵ / ۳۸۸
طفئ نور الأرض، فإنّك علم المهتدين، ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير فإنّي في أثر الكتاب، والسلام.
قال: وقام عبداللّه بن جعفر إلى عمرو بن سعيد بن العاص فكلّمه، وقال: اكتب إلى الحسين كتاباً تجعل له فيه الأمان، وتُمنّيه فيه البرّ والصلة، وتوثق له في كتابك، وتسأله الرجوع لعلّه يطمئنّ إلى ذلك فيرجع.
فقال عمرو بن سعيد: اكتب ما شئت وائتني به حتّى أختمه، فكتب عبداللّه بن جعفر الكتاب، ثمّ أتى به عمرو بن سعيد، فقال له: اختمه، وابعث به مع أخيك يحيى بن سعيد، فإنّه أحرى أن تطمئنّ نفسه إليه، ويعلم أنّه الجدّ منك، ففعل، وكان عمرو بن سعيد عامل يزيد بن معاوية على مكّة.
قال: فلحقه يحيى وعبداللّه بن جعفر، ثمّ انصرفا بعد أن أقرأه يحيى الكتاب، فقالا: أقرأناه الكتاب، وجهدنا به، وكان ممّا اعتذر به إلينا أن قال:
إنّي رأيت رؤيا فيها رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، واُمرتُ فيها بأمر أنا ماضٍ له، عليّ كان أولى، فقالا له: فما تلك الرؤيا؟