قال: فقال لي: صدقت.
قال: فسألته عن أشياء، فأخبرني بها من نذور ومناسك، قال: وإذا هو ثقيل ۵ / ۳۸۷
اللسان من برسام أصابه بالعراق.
قال: ثمّ مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم، وهيئته حسنة، فأتيته فإذا هو لعبداللّه بن عمرو بن العاص، فسألني، فأخبرته بلقاء الحسين بن عليّ، فقال لي: ويلك! فهلاّ اتّبعته، فو اللّه ليملكنّ، ولا يجوز السلاح فيه ولا في أصحابه.
قال: فهممت واللّه أن ألحق به، ووقع في قلبي مقالته، ثمّ ذكرت الأنبياء وقتلهم، فصدّني ذلك عن اللحاق بهم، فقدمت على أهلي بعسفان، قال: فو اللّه، إني لعندهم إذ أقبلت عير قد امتارت من الكوفة، فلمّا سمعت بهم خرجت في آثارهم حتّى إذا أسمعتهم الصوت وعجّلت عن إتيانهم صرخت بهم: ألا ما فعل الحسين بن عليّ؟ قال: فردّوا عليَّ: ألا قد قتل.
قال: فانصرفت وأنا ألعن عبداللّه بن عمرو بن العاص. قال: وكان أهل ذلك الزمان يقولون ذلك الأمر، وينتظرونه في كلّ يوم وليلة.
قال: وكان عبداللّه بن عمرو يقول: لا تبلغ الشجرة ولا النخلة ولا الصغير حتّى يظهر هذا الأمر، قال: فقلت له: فما يمنعك أن تبيع الوَهْط؟
قال: فقال لي: لعنة اللّه على فلان ـ يعني معاوية ـ وعليك، قال: فقلت: لا، بل عليك لعنة اللّه، قال: فزادني من اللعن ولم يكن عنده من حشمه أحدُ فألقى منهم شرّاً، قال: فخرجت وهو لا يعرفني.