و ذكر هارون بن مسلم، عن عليّ بن صالح، عن عيسى بن يزيد، أنّ المختار بن أبي عبيد وعبداللّه بن الحارث بن نوفل كانا خرجا مع مسلم، خرج المختار براية خضراء، وخرج عبداللّه براية حمراء، وعليه ثياب حمر، وجاء المختار برايته فركزها على باب عمرو بن حريث، وقال: إنّما خرجت لأمنع عمراً، وأنّ ابن الأشعث والقعقاع بن شور وشبث بن ربعي قاتلوا مسلماً وأصحابه عشيّة سار مسلم إلى قصر ابن زياد قتالاً شديداً، وأنّ شبثاً جعل يقول: انتظروا بهم الليل يتفرّقوا، فقال له القعقاع: إنّك قد سددت على الناس وجه مصيرهم، فأفرج لهم ينسربوا، وأنّ عبيد اللّه أمر أن يطلب المختار وعبداللّه بن الحارث، وجعل فيهما جعلاً، فاُتي بهما فحبسا.
۵ / ۳۸۲
ذكر مسير الحسين إلى الكوفة
وفي هذه السنة كان خروج الحسين عليهالسلام من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة.
ذكر الخبر عن مسيره إليها وما كان من أمره في مسيره ذلك:
قال هشام عن أبي مخنف: حدّثني الصقعب بن زهير، عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، قال: لمّا قدمت كتب أهل العراق إلى الحسين وتهيّأ للمسير إلى العراق، أتيته فدخلت عليه وهو بمكّة، فحمدت اللّه وأثنيت عليه، ثمّ قلت:
أمّا بعد؛ فإنّي أتيتك يا بن عمّ لحاجة اُريد ذكرها لك نصيحة، فإن كنت ترى أنّك تستنصحني و إلاّ كففت عمّا اُريد أن أقول. فقال: قُل، فو اللّه، ما أظنّك بسيّئ الرأي، ولا هو للقبيح من الأمر والفعل.