۱۳ / ۷
أُبَيُ بنُ خَلَفٍ
۹۴۶. السيرة النّبويّة لابن هشام : مَشى أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ إِلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِعَظمٍ بالٍ قَد أَرفَتَ ۱ ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ! أَنتَ تَزعُمُ أَنَّ اللّهَ يَبعَثُ هذا بَعدَما أَرَمَّ ۲ ؟! ثُمَّ فَتَّهُ في يَدِهِ ، ثُمَّ نَفَخَهُ فِي الرّيحِ نَحوَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : نَعَم ، أنَا أَقُولُ ذلِكَ ، يَبعَثُهُ اللّهُ وَإِيّاكَ بَعدَما تَكونانِ هكَذا ، ثُمَّ يُدخِلُكَ اللّهُ النّارَ .
فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى فيهِ : «وَ ضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَ نَسِىَ خَلقَهُ قَالَ مَن يُحىِ العِظَـمَ وَ هِىَ رَمِيمٌ * قُل يُحيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَلِيمٌ * الَّذِى جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنهُ تُوقِدُونَ » ۳ . ۴
۹۴۷. الدّرّ المنثور عن ابن عبّاس ـ في قَولِهِ تَعالى : «وَ يَومَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيهِ » ۵ ـ : أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ وَعُقبَةُ بنُ أَبي مُعَيطٍ ، وَهُما الخَليلانِ في جَهَنَّمَ عَلى مِنبَرٍ مِن نارٍ . ۶
۹۴۸. المصنّف لعبد الرّزّاق عن معمّر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عبّاس : إنَّ ابنَ أَبي مُعَيطٍ وَأُبَيَّ بنَ خَلَفٍ اَلجُمَحي التَقَيا ، فَقالَ عُقبَةُ بنُ أَبي مُعَيطٍ لِأُبَيِّ بنِ خَلَفٍ وَكانا
خَليلَينِ فِي الجاهِلِيَّةِ ، وَكانَ أُبَيٌّ بنُ خَلَفٍ أَتى النَّبِيَ عليه السلام فَعَرَضَ عَلَيهِ الإِسلامَ ، فَلَمّا سَمِعَ ذلِكَ عُقبَةُ قالَ : لا أَرضى عَنكَ حَتّى تَأتِيَ مُحَمَّدا فَتَتفُلَ في وَجهِهِ وَتَشتِمَهُ وَتُكَذِّبَهُ .
قالَ : فَلَم يُسَلِّطهُ اللّهُ عَلى ذلِكَ ، فَلَمّا كانَ يَومُ بَدرٍ أُسِرَ عُقبَةُ بنُ أَبي مُعَيطٍ فِي الأُسارى ، فَأَمَرَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله عَلِيَّ بنَ أَبي طالِبٍ أَن يَقتُلَهُ ، فَقالَ عُقبَةُ : يا مُحَمَّدُ ، مِن بَينِ هؤُلاءِ أُقتَلُ ؟! قالَ : نَعَم ، قالَ : لِمَ؟ قالَ : بِكُفرِكَ وَفُجُورِكَ وَعُتُوِّكَ عَلَى اللّهِ وَ رَسولِهِ .
قالَ : فَقامَ إِلَيهِ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ فَضَرَبَ عُنُقَهُ .
وَأَمّا أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ فَقالَ : وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّ مُحَمَّداً ! فَبَلَغَ ذلِكَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : بَل أَنا أَقتُلُهُ إِن شاءَ اللّهُ . فَانطَلَقَ رَجُلٌ مِمَّن سَمِعَ ذلِكَ مِنَ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله إِلى أُبَيِّ بنِ خَلَفٍ فَقالَ ۷ : إِنَّهُ لَمّا قيلَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ما قُلتَ ، قالَ : بَل أَنا أَقتُلُهُ إِن شاءَ اللّهُ . فَأَفزَعَهُ ذلِكَ وَقالَ : أنشُدُكَ بِاللّهِ ! أَسَمِعتَهُ يَقولُ ذلِكَ ؟ قالَ : نَعَم . فَوَقَعتُ في نَفسِهِ ؛ لِأَنَّهُم لَم يَسمَعوا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ قَولاً إلَّا كانَ حَقّا .
فَلَمّا كانَ يَومُ أُحُدٍ خَرَجَ أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ مَعَ المُشرِكينَ ، فَجَعَلَ يَلتَمِسُ غَفلَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لِيَحمِلَ عَلَيهِ ، فَيَحولُ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ بَينَهُ وَ بَينَ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِأَصحابِهِ : خَلّوا عَنهُ ، فَأَخَذَ الحَربَةَ فَجَزَلَهُ بِها ـ يَقولُ : رَماهُ بِها ـ فَيَقَعُ في تَرقُوَتِهِ تَحتَ تَسبِغَةِ البَيضَةِ وَفَوقَ الدِّرعِ ، فَلَم يَخرُج مِنهُ كَبيرُ دَمٍ وَاحتَقَنَ الدَّمُ في جَوفِهِ ، فَجَعَلَ يَخورُ كَما يَخورُ الثَّورُ ، فَأَقبَلَ أَصحابُهُ حَتّى
احتَمَلوهُ وَهُوَ يَخورُ ، وَقالوا : ما هذا ، فَوَ اللّهِ ما بِكَ إلَّا خَدشٌ؟
فَقالَ : وَاللّهِ ! لَو لَم يُصِبني إلَّا بَريقُهُ لَقَتَلَني ، أَلَيسَ قَد قالَ : أَنا أَقتُلُهُ إِن شاءَ اللّهُ ؟! وَاللّهِ ! لَوكانَ الَّذي بي بِأَهلِ ذي المَجازِ لَقَتَلَهُم .
قالَ : فَما لَبِثَ إلَّا يَوما أَو نَحوَ ذلِكَ حَتّى ماتَ إِلَى النّارِ ، فَأَنزَلَ اللّهُ فيهِ : «وَ يَومَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيهِ » إِلى قَولِهِ : «[وَكانَ] الشَّيطَـنُ لِلْاءِنسَـنِ خَذُولًا » ۸ . ۹
1.. رَفَتَ وأرفَتَ : أي تَكسَّرَ (النهاية : ج ۲ ص ۲۴۱ «رفت») .
2.. أرَمَّ : إذا بَلي (النهاية : ج ۲ ص ۲۶۶ «رمم») .
3.. يس : ۷۸ ـ ۸۰ .
4.. السّيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص ۳۸۷ ، السّيرة النبويّة لابن كثير : ج ۲ ص ۵۵ .
5.. الفرقان : ۲۷ .
6.. الدرّ المنثور : ج ۶ ص ۲۵۳ نقلاً عن ابن مردويه .
7.في المصدر : «فقيل» ، والصواب ما أثبتناه (اُنظر تفسير القرآن للمؤلّف ـ عبد الرزاق ـ ج ۳ ص ۶۸) .
8.. الفرقان : ۱۷ ـ ۲۹ .
9.. المصنّف لعبد الرّزّاق : ج ۵ ص ۳۵۵ ح ۹۷۳۱ ، الدرّ المنثور : ج ۶ ص ۲۵۱ .