۸۹۳. عنه صلى الله عليه و آله : إنَّ أقواما سَيَخرُجونَ مِنَ النّارِ قَد أصابَهُم سَفْعٌ مِنَ النّارِ عُقوبَةً بِذُنوبٍ عَمِلوها ، لَيُخرِجُهُمُ اللّهُ بِفَضلِ رَحمَتِهِ فَيَدخُلونَ الجَنَّةَ . ۱
۸۹۴. عنه صلى الله عليه و آله : يُعَذَّبُ ناسٌ مِن أهلِ التَّوحيدِ فِي النّارِ حَتّى يَكونوا فيها حُمَما ، ثُمَّ تُدرِكُهُمُ الرَّحمَةُ ، فَيُخرَجونَ ويُطرَحونَ عَلى أبوابِ الجَنَّةِ ، قالَ : فَتَرُشُّ عَلَيهِم أهلُ الجَنَّةِ الماءَ ، فَيَنبُتونَ كَما يَنبُتُ الغُثاءُ ۲ في حَمالَةِ السَّيلِ ، ثُمَّ يَدخُلونَ الجَنَّةَ . ۳
۸۹۵. عنه صلى الله عليه و آله : إذا فَرَغَ اللّهُ مِنَ القَضاءِ بَينَ العِبادِ ، وأرادَ أن يُخرِجَ بِرَحمَتِهِ مَن أرادَ مِن أهلِ النّارِ ، أمَرَ المَلائِكَةَ أن يُخرِجوا مِنَ النّارِ مَن كانَ لا يُشرِكُ بِاللّهِ شَيئا مِمَّن أرادَ اللّهُ تَعالى أن يَرحَمَهُ ، مِمَّن يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَيَعرِفونَهُم فِي النّارِ ، يَعرِفونَهُم بِأَثَرِ السُّجودِ ـ تَأكُلُ النّارُ مِنِ ابنِ آدَمَ إلّا أثَرَ السُّجودِ ؛ حَرَّمَ اللّهُ عَلَى النّارِ أن تَأكُلَ أثَرَ السُّجودِ ـ فَيُخرَجونَ مِنَ النّارِ وقَدِ امتَحَشوا ۴ ، فَيُصَبُّ عَلَيهِمُ ماءُ الحَياةِ ، فَيَنبُتونَ مِنهُ كَما تَنبُتُ الحَبَّةُ فِي حَميلِ السَّيلِ .
ثُمَّ يَفرُغُ اللّهُ تَعالى مِنَ القَضاءِ بَينَ العِبادِ ، ويَبقى رَجُلٌ مُقبِلٌ بِوَجهِهِ عَلَى النّارِ ،
وهُوَ آخِرُ أهلِ الجَنَّةِ دُخولاً الجَنَّةَ ، فَيَقولُ : أي رَبِّ ! اِصرِف وَجهي عَنِ النّارِ ، فَإِنَّهُ قَد قَشَبَني ۵ ريحُها ، وأحرَقَني ذُكاؤُها. ۶ فَيَدعُو اللّهَ ما شاءَ اللّهُ أن يَدَعوهُ .
ثُمَّ يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ و تَعالى : هَل عَسَيتَ إن فَعَلتُ ذلِكَ بِكَ أن تَسَأَلَ غَيرَهُ؟ فَيَقولُ : لا أسأَلُكَ غَيرَهُ ! ويُعطي رَبَّهُ مِن عُهودٍ ومَواثيقَ ما شاءَ اللّهُ . فَيَصرِفُ اللّهُ وَجهَهُ عَنِ النّارِ . ۷
1.. مسند ابن حنبل: ج ۴ ص ۳۲۵ ح ۱۲۶۶۲ و ص ۲۶۸ ح ۱۲۳۶۴، صحيح البخاري: ج ۶ ص ۲۷۱۲ ح ۷۰۱۲ كلاهما نحوه وكلّها عن أنس، كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۵۰۶ ح ۳۹۴۲۶.
2.. الغُثَاء: ما يجيء فوق السيل ممّا يحمله من الزيد والوسخ، ويريد: ما احتمله السيل من البزورات (النهاية: ج ۳ ص ۳۴۳ «غثا»).
3.. سنن الترمذي: ج ۴ ص ۷۱۳ ح ۲۵۹۷، مسند ابن حنبل: ج ۵ ص ۲۰۲ ح ۱۵۲۰۰ وفيه «جميعا فيها» بدل «فيها حمما» و ج ۴ ص ۱۵۴ ح ۱۱۷۳۲ نحوه وكلّها عن جابر، كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۵۰۵ ح ۳۹۴۲۵.
4.اِمتَحَشوا : أي احتَرَقوا (النهاية : ج ۴ ص ۳۰۲ «محش») .
5.قَشَبَني : أي سَمّني (النهاية : ج ۴ ص ۶۴ «قشب») .
6.. الذّكاء: شِدّة وهج النار واشتعالها (مجمع البحرين: ج ۱ ص ۶۴۲ «ذكا»).
7.. صحيح مسلم: ج ۱ ص ۱۶۵ ح ۲۹۹، مسند ابن حنبل: ج ۳ ص ۱۴۸ ح ۷۹۳۲ وليس فيه «ثمّ يفرغ اللّه تعالى من القضاء بين العباد»، السنن الكبرى: ج ۱۰ ص ۷۲ ح ۱۹۸۹۴ نحوه وكلّها عن أبي هريرة، الدّر المنثور: ج ۸ ص ۳۵۱.