۱۴۰. الإمام عليّ عليه السلام : نارُكُم هذِهِ جُزءٌ مِن سَبعينَ جُزءا مِن نارِ جَهَنَّمَ ، ولَولا أنَّها غُسِلتُ بِسَبعينَ ماءً ما أطاقَ آدَمِيٌّ أن يُسعِرَها ، وإنَّ لَها يَومَ القِيامَةِ لَصَرخَةً لا يَبقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ إلّا جَثا عَلى رُكبَتَيهِ مِن صَرخَتِها ، ولَو أنَّ رَجُلاً مِن أهلِ النّارِ عُلِّقَ بِالمَشرِقِ لَاحتَرَقَ أهلُ المَغرِبِ مِن حَرِّهِ . ۱
۵ / ۴
سَوادُ جَهَنَّمَ
۱۴۱. رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تَحسَبونَ أنَّ نارَ جَهَنَّمَ مِثلُ نارِكُم هذِهِ؟ هِيَ أشَدُّ سَوادا مِنَ القارِ، هِيَ جُزءٌ مِن بِضعَةٍ وسِتّينَ جُزءا مِنها ، أو نَيِّفٍ وأربَعينَ جُزءا . ۲
۱۴۲. عنه صلى الله عليه و آله : اُوقِدَ عَلَى النّارِ ألفَ سَنَةٍ حَتَّى احمَرَّت ، ثُمَّ اُوقِدَ عَلَيها ألفَ سَنَةٍ حَتَّى ابيَضَّت ، ثُمَّ اُوقِدُ عَلَيها ألفَ سَنَةٍ حَتَّى اسوَدَّت ، فَهِيَ سَوداءُ مُظلِمَةٌ . ۳
۱۴۳. عنه صلى الله عليه و آله : يُنشِئُ اللّهُ سَحابَةً لِأَهلِ النّارِ سَوداءَ مُظلِمَةً، فَيُقالُ : يا أهلَ النّارِ، أيَّ شَيءٍ تَطلُبونَ؟ فَيَذكُرونَ بِها سَحابَةَ الدُّنيا، فَيَقولونَ : يا رَبَّنَا الشَّرابُ! فَيُمطِرُهُم أغلالاً تَزيدُ في أغلالِهِم ، وسَلاسِلَ تَزيدُ في سَلاسِلِهِم ، وجَمرا تَلتَهِبُ عَلَيهِم . ۴
۱۴۴. تفسير القميّ عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال : قُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ خَوِّفني ؛ فَإِنَّ قَلبي قَد قَسا .
فَقالَ عليه السلام : يا أبا مُحَمَّدٍ ، استَعِدَّ لِلحَياةِ الطَّويلَةِ ؛ فَإِنَّ جَبرَئيلَ جاءَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ قاطِبٌ وقَد كانَ قَبلَ ذلِكَ يَجيءُ وهُوَ مُبتَسِمٌ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا جَبرَئيلَ ، جِئتَنِي اليَومَ قاطِباً ؟ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، قَد وُضِعَت مَنافِخُ النّارِ . فَقالَ : وما مَنافِخُ النّارِ يا جَبرَئيلَ ؟
فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَ بِالنّارِ فَنُفِخَ عَلَيها ألفَ عامٍ حَتَّى ابيَضَّت ، ونُفِخَ عَلَيها ألفَ عامٍ حَتَّى احمَرَّت ، ثُمَّ نُفِخَ عَلَيها ألفَ عامٍ حَتَّى اسوَدَّت ، فَهِيَ سَوداءُ مُظلِمَةٌ . لَو أنَّ قَطرَةً مِنَ الضَّريعِ قَطَرَت في شَرابِ أهلِ الدُّنيا لَماتَ أهلُها مِن نَتنِها . ولَو أنَّ حَلقَةً مِنَ السِّلسِلَةِ ـ الَّتي طولُها سَبعونَ ذِراعا ـ وُضِعَت عَلَى الدُّنيا لَذابَتِ الدُّنيا مِن حَرِّها . ولَو أنَّ سِربالاً مِن سَرابيلِ أهلِ النّارِ عُلِّقَ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ لَماتَ أهلُ الأَرضِ مِن ريحِهِ ووَهَجِهِ !
فَبَكى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وبَكى جَبرَئيلُ ، فَبَعَثَ اللّهُ إلَيهِما مَلَكاً ، فَقالَ لَهُما : إنَّ رَبَّكُما يُقرِئُكُمَا السَّلامَ ويَقولُ : قَد آمَنتُكُما أن تُذنِبا ذَنباً اُعَذِّبُكُما عَلَيهِ .
فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : فَما رَأى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَبرَئيلَ مُبتَسِماً بَعدَ ذلِكَ .
ثُمَّ قالَ : إنَّ أهلَ النّارِ يُعَظِّمونَ النّارَ ، وإنَّ أهلَ الجَنَّةِ يُعَظِّمونَ الجَنَّةَ وَالنَّعيمَ . وإنَّ أهلَ جَهَنَّمَ إذا دَخَلوها هَوَوا فيها مَسيرَةَ سَبعينَ عاماً ، فَإِذا بَلَغوا أعلاها قُمِعوا بِمَقامِعِ الحَديدِ واُعيدوا في دَرَكِها . هذِهِ حالُهُم ، وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا» اِلَخ ، ثُمَّ تُبَدَّلُ جُلودُهُم جُلوداً غَيرَ الجُلودِ الَّتي كانَت عَلَيهِم .
فَقالَ أبو عبدِاللّهِ عليه السلام : حَسبُكَ يا أبا مُحَمَّدٍ ؟ قُلتُ : حَسبي ، حَسبي . ۵
1.مسند زيد : ص ۴۱۶ عن الإمام زين العابدين عن أبيه عليهماالسلام .
2.البعث والنشور : ص ۲۸۶ ح ۵۰۱ عن أبي هريرة .
3.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۷۱۰ ح ۲۵۹۱ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۴۴۵ ح ۴۳۲۰ وزاد فيه «كالليل المظلم» وكلاهما عن أبي هريرة ، المعجم الأوسط : ج ۳ ص ۹۰ ح ۲۵۸۳ عن عمر وزاد في آخره «لا يضيء شررها ، ولا يطفأ لهبها» ، شعب الإيمان : ج ۱ ص ۴۸۹ ح ۷۹۹ عن أنس وزاد في آخره «لا يطفأ لهبها» ، كنزالعمّال : ج ۱۴ ص ۵۲۲ ح ۳۹۴۸۳ ؛ تفسير القمّي : ج ۲ ص ۸۱ عن أبي بصير ، روضة الواعظين : ص ۵۵۶ كلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام عن جبرئيل عليه السلام نحوه ، بحارالأنوار : ج ۸ ص ۲۸۰ ح ۱ وراجع : الدروع الواقية : ص ۲۷۲ .
4.المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۲۴۷ ح ۴۱۰۳ .
5.تفسير القميّ : ج ۲ ص ۸۱ ، بحارالأنوار : ج ۸ ص ۲۸۰ ح ۱ .