283
تفسیر ابی الجارود و مسنده

معَ الحَقِّ، لا يَفتَرِقانِ حَتّى‏ يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ وَقى‏ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله حَيثُ جاءَ المُشرِكونَ يُريدونَ قَتلَهُ فَاضطَجَعتُ في مَضجَعهِ، وذَهَبَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله نَحوَ الغارِ وهَم يَرَونَ أنّي أنا هوَ، فَقالوا : أينَ ابنُ عَمِّكَ؟ فقلتُ : لا أدري، فَضَرَبوني حَتّى‏ كادوا يَقتُلونَني ، غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمَّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله كَما قال لي : "إنّ اللَّهَ أمَرَني بِوَلايَةِ عَلِيٍّ، فَوَلايتُهُ وَلايَتي، ووَلايَتي وَلايَةُ رَبّي ، عَهدٌ عَهِدَهُ إلَيَّ رَبّي وأمَرَني أن اُبَلِّغكُموهُ، فَهَل سَمِعتُم؟" قالوا : نَعَم قَد سَمِعناه قالَ :" أما إنَّ فيكُم مَن يَقولُ : قَد سَمِعتُ، وهوَ يَحمِلُ النّاسَ عَلى‏ كَتِفَيهِ ويُعاديهِ"! قالوا : يا رَسول اللَّهِ ، أخبِرنا بِهِم، قالَ : "أما إنّ رَبّي قَد أخبَرَني بِهِم وأمَرَني بِالإعراضِ عَنهُم لِأمرٍ قَد سَبَقَ، وإنَّما يَكتَفي أحَدُكُم بِما يَجِدُ لِعَليٍّ في قَلبِهِ" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قتَلَ مِن بَني عَبدِ الدّارِ تِسعَةً مُبارَزَةً غَيري ، كُلُّهُم يَأخُذُ اللِّواءَ، ثُمّ جاءَ صُؤابٌ الحَبَشِيُ‏۱ مَولاهُم ، وهوَ يَقولُ : وَاللَّهِ! لا أقتُلُ بِسادَتي إلّا مُحَمَّداً، قَد أزبَدَ شَدقاهُ وَاحمَرَّتا عَيناهُ، فَاتَّقيتُموه وحُدتُم‏۲ عَنهُ، وخَرَجتُ إلَيهِ، فَلمّا أقبلَ كَأنّهُ قُبّةٌ مَبنِيّةٌ ، فَاختَلَفتُ أنا وهُوَ ضَربَتَينِ، فقَطَعتُهُ بِنِصفَينِ وبَقِيَت رِجلاهُ وعَجزُهُ و فَخِذُهُ قائِمَةٌ على‏ الأرضِ يَنظُرُ إلَيهِ المُسلمونَ ويَضحَكونَ مِنهُ، غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قَتلَ مِن مُشرِكي قُرَيشٍ مِثلَ قَتلي؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ جاءَ عَمرُو بنُ عَبدِ وُدٍّ يُنادي: هَل مِن مُبارزٍ ؟

1.صؤاب: هو غلام لبني أبي طلحة حبشي، وذلك في غزوة اُحُد (هامش المصدر).

2.حادَ عن الشي‏ء: مالَ عنه وعدَلَ. الصحاح: ج ۲ ص ۴۶۷ (حيد).


تفسیر ابی الجارود و مسنده
282

غابَتِ الشَّمسُ ولَم يُصَلِّ العَصرَ، فَلَمّا انتَبَهَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قالَ : "يا عَلِيُّ صَلَّيتَ العَصرَ؟" قلتُ : لا ، فَدَعا رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فَرُدَّتِ الشَّمسُ بَيضاءَ نَقِيّةً ، فصَلَّيتُ، ثمَّ انحَدَرَت، غَيري؟» قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ أمرَ اللَّهُ عزّ و جلّ رَسولَهُ أن يَبعثَ بِبَراءةَ، فبَعَثَ بِها مَع أبي بَكرٍ فَأتاهُ جَبرَئيلُ فقال : "يا مُحَمَّدُ، إنّهُ لا يُؤدّي عَنكَ إلّا أنتَ أو رَجُلٌ منكَ" فَبَعَثَني رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَأخَذتُها مِن أبي بَكرٍ فمَضَيتُ بِها وأدَّيتُها عَن رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وأثبتَ اللَّهُ على‏ لسانِ رَسولهِ أنّي مِنه ، غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمَّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحدٌ قالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "أنتَ إمامُ مَن أطاعَني ، ونورُ أولِيائي ، وَالكَلِمةُ الّتي ألزَمتُها المُتّقينَ" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "مَن سَرّهُ أن يَحيى‏ حَياتي، ويَموتَ مَوتي، ويَسكُنَ جَنَّتي الّتي وَعَدَني رَبّي جَناتِ عَدنٍ ، قضيبٌ غَرَسَهُ اللَّهُ بِيَدهِ ثمَّ قالَ لَهُ : كُن فَكانَ ، فَليُوالِ عَلِيَّ بنَ أبي طالبٍ عليه السلام وذُرِّيتَهُ مِن بَعدهِ، فهُمُ الأئمَّةُ وهُمُ الأوصياءُ، أعطاهُمُ اللَّهُ عِلمي وفَهمي، لا يُدخِلونَكم في بابِ ضَلالٍ، ولا يُخرِجونَكُم مِن بابِ هُدى‏ ، لا تُعَلِّموهُم فَهُم أعلَمُ مِنكُم ، يَزولُ الحَقُّ مَعهُم أينَما زالوا" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "قَضى‏ فَانقَضى‏ إنّهُ لا يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ، ولا يُبغِضُكَ إلّا كافِرٌ مُنافِقٌ" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مِثلَ ما قالَ لي : "أهلُ وَلايَتِكَ يَخرُجونَ يَومَ القِيامَةِ مِن قُبورِهِم عَلى‏ نوقٍ بيضٍ ، شِراكُ نِعالِهِم نورٌ يَتَلألأُ ، قَد سُهِّلَت عَلَيهِمُ المَوارِدُ ، وفُرِّجَت عَنهُمُ الشَّدائدُ، واُعطُوا الأمانَ ، وَانقَطَعت عَنهُم الأحزانُ، حَتّى يُنطَلَقَ بهِم إلى‏ ظِلِّ عَرشِ الرَّحمنِ ، تُوضَعُ بينَ أيديهِم مائِدةٌ يَأكلونَ مِنها حَتّى‏ يُفرَغَ مِنَ الحِسابِ ، يَخافُ النّاس ولا يَخافونَ، ويَحزَنُ النّاس ولا يَحزَنونَ" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قال : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله حينَ جاءَ أبو بَكرٍ يَخطُبُ فاطمةَ عليها السلام فأبى‏ أن يُزَوِّجَهُ ، وجاءَ عُمَرُ يَخطُبُها فَأبى‏ أن يُزَوِّجهُ ، فَخَطَبتُ إلَيهِ فَزوَّجَني ، فجاءَ أبو بَكرٍ وعُمَرُ فقالا : أبيتَ أن تُزَوِّجَنا وزَوَّجتَهُ ! فقالَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "ما مَنَعتُكُما وزَوّجتُه ، بَلِ اللَّهُ مَنَعَكُما وزَوّجَهُ" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل سَمِعتُم رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَقولُ : "كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيامَةِ إلّا سَبَبي ونَسَبي" فَأيُّ سَبَبٍ أفضلُ مِن سَبَبي، وأيُّ نَسَبٍ أفضَلُ مِن نَسَبي؟! إنَّ أبي وأبا رَسولِ اللَّهِ لَأخَوانِ، وإنَّ الحَسَنَ وَ الحُسينَ ابنَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وسَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ابنايَ ، وفاطِمَةَ بِنتَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله زَوجَتي سَيِّدةُ نساءِ أهلِ الجَنّةِ ، غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قال : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلقَ فَفَرّقَهُم فِرقَتَينِ، فَجَعلَني مِن خَيرِ الفِرقَتَينِ ، ثُمّ جَعَلهُم شُعوباً فَجَعَلَني في خَيرِ شُعبَةٍ ، ثُمّ جَعَلَهُم قَبائِلَ فَجَعَلَني في خَيرِ قَبيلَةٍ ، ثُمّ جَعَلَهُم بُيوتاً فجَعَلَني في خَيرِ بَيتٍ ، ثُمّ اختارَ مِن أهلِ بَيتي أنا وعلِيّاً وجعفَرَ، فَجَعَلَني خَيرَهُم ، فكُنتُ نائماً بينَ ابنَي أبي طالبٍ فجاءَ جَبرَئيلُ ومَعهُ مَلَكٌ، فقالَ : يا جَبرَئيلُ، إلى‏ أيِّ هؤُلاءِ اُرسِلتَ؟ فقالَ : إلى‏ هذا ، ثُمّ أخَذَ بِيَدي فَأجلَسَني" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ سَدَّ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله أبوابَ المُسلِمينَ كُلِّهِم فِي المَسجدِ ولَم يَسُدَّ بابي، فَجاءهُ العَبّاسُ وحَمزَةُ وقالا : أخرَجتَنا وأسكَنتَهُ؟! فَقالَ لَهُما : "ما أنا أخرَجتُكُم وأسكَنتُهُ ، بَلِ اللَّهُ أخرَجَكُم وأسكَنَهُ، إنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ أوحى‏ إلى‏ أخي موسى‏ عليه السلام أنِ اتَّخِذ مَسجِداً طَهوراً واسكُنه أنتَ وهارونُ وابنا هارونَ، وإنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ أوحى‏ إليَّ أنِ اتَّخِذ مَسجِداً طَهوراً وَاسكُنهُ أنتَ وعَلِيٌّ وَابنا عَلِيٍّ" غَيري؟»، فَقالوا : اللَّهُمّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "الحَقُّ معَ عَلِيٍّ، وعَلِيٌّ

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17005
صفحه از 416
پرینت  ارسال به