279
تفسیر ابی الجارود و مسنده

عُمَرَ، وأنَا وَاللَّهِ أحَقُّ بِالأمرِ وأولى‏ بهِ مِنهُ. ألا إنَّ عُمرَ جَعلَني معَ خَمسةِ نَفَرٍ أنا سادِسُهُم لا يُعرَفُ لَهُم عَلَيَّ فَضلٌ، ولَو أشاءُ لَاحتَجَجتُ عَلَيهِم بِما لا يَستطيعُ عَرَبِيُّهُم ولاعَجَمِيُّهُم المُعاهِدُ مِنهُم وَالمُشرِكُ تَغييرَ ذلِكَ» .
ثمّ قالَ : «نَشدَتُكُم بِاللَّهِ أيُّها النّفَرُ، هَل فيكُم أحَدٌ وَحَّدَ اللَّهَ قَبلي؟»، قالوا : اللَّهُمَّ لا .
قال : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحدٌ قالَ لهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى‏ إلّا أنّهُ لا نَبِيَّ بَعدي" غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمَّ لا .
قالَ : «نَشدتُكُم بِاللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ ساقَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لِرَبِّ العالَمينَ هَدياً فَأشركَهُ فيهِ غَيري؟» قالوا : اللَّهُمَّ لا .
قالَ : «نشَدتُكُم بِاللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ اُتِي رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بِطَيرٍ يَأكُلُ منهُ ، فقالَ : "اللَّهُمَّ ائتِني بأحَبِّ خَلقِكَ إلَيك يَأكُل مَعي مِن هذَا الطَّيرِ" فجِئتُه أنا ، غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمَّ لا .
قالَ : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ قالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله حينَ رَجَعَ عُمَرُ يُجَبِّنُ أصحابَهُ ويُجَبِّنونَهُ قَد رَدَّ رايةَ رسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مُنهَزِماً، فقالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "لَاُعطِيَنَّ الرّايةَ غَداً رَجُلاً ليسَ بِفَرّارٍ، يُحِبّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ ويُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ ، لا يَرجِعُ حَتّى‏ يَفتحَ اللَّهُ عَلَيهِ" ، فلَمّا أصبحَ قالَ : "اُدعوا لي عَلِيّاً" ، فَقالوا : يا رسولَ اللَّهِ، هُوَ رَمِدٌ ما يَطرِفُ ، فقالَ : "جِيئوني بهِ" . فلَمّا قُمتُ بينَ يَديهِ تَفَلَ في عَيني وقالَ : "اللَّهُمَّ أذهِب عنهُ الحَرَّ وَالبَردَ"، فأذهبَ اللَّهُ عَنّي الحَرَّ والبَردَ إلى ساعَتي هذِهِ ، وأخذتُ الرّايةَ فهَزَمَ اللَّهُ المُشرِكينَ وأظفَرَني بِهِم، غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمَّ لا.
قالَ : «نشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحدٌ لهُ أخٌ مِثلُ أخي جَعفرٍ، المُزَيَّنِ بِالجَناحَينِ في الجَنّةِ يَحِلُّ فيها حيثُ يَشاءُ، غَيري؟»، قالوا : اللَّهُمَّ لا .
قالَ : «نشَدتُكُم بِاللَّهِ هَل فيكُم أحَدٌ لهُ عَمٌّ مِثلُ عَمّي حَمزةَ أسَدِ اللَّهِ وأسَدِ رَسولهِ وسَيِّدِ الشّهداءِ، غَيري؟» قالوا : اللَّهُمّ لا .
قال : «نَشَدتُكُم باللَّهِ، هَل فيكُم أحَدٌ لَهُ سِبطانِ مُثلُ سِبطايَ الحَسنِ وَالحُسَينِ ابنَي


تفسیر ابی الجارود و مسنده
278

يُبكيكِ يا بُنيَّةُ؟»، قالَت : مِمّا أرى‏ بِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، قالَ : «أما إنَّكِ لَو تَرَي ما أرى‏ ما بَكيتِ ، هذا مَوكِبُ مَلائِكَةِ السَّماواتِ السَّبعِ تَأتي فَوجاً فَوجاً يُسَلِّمونَ عَلَيَّ ، وهذا رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَقولُ : "أمامَكَ خَيرُكَ - خَيرٌ لَكَ" - » .۱

۳۸۹.فوائد العراقيين: أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حُصَين، حدّثنا جدّي أبو حُصَين محمّد بن الحسين الوداعي، حدّثنا أحمد بن صبيح الأسدي، حدّثنا السريّ بن عبد اللَّه السّلمي، عن زياد بن المنذر، عن نافع بن الحارث، عن أبي برزة رضى اللَّه عنه ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ذاتَ يَومٍ ونَحنُ حولَهُ جُلوسٌ:
«لا وَالّذي نَفسي بِيَدهِ! لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ حَتّى‏ يُسألَ عَن عُمُرهِ فيما أفناهُ، وعَن عِلمهِ ما فَعَلَ بهِ، وعَن مالِهِ مِن أينَ اكتَسَبَهُ، وفيما أنفَقَهُ، وعَن جسمِهِ فيما أبلاهُ، وعَن حُبِّنا أهلَ البَيتِ».
فقالَ عُمَرُ: وما آيَةُ حُبِّكُم مِن بَعدِكَ؟ قالَ: فوضَعَ يَدهُ على‏ رأسِ عَليٍّ وهُوَ إلى‏ جنبه‏۲، قالَ:
«آيةُ حُبِّنا مِن بَعدي حُبُّ هذا» .۳

۳۹۰.الخصال: حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللَّه عنهما، قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللَّه، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحكم بن مسكين الثقفي ، عن أبي الجارود وهشام أبي ساسان وأبي طارق السرّاج ، عن عامر بن واثلة، قال : كنتُ في البَيتِ يَومَ الشُّورى‏، فَسِمعتُ عَلِيّاً عليه السلام وهوَ يقولُ :
«اِستَخلَفَ النّاسُ أبا بَكرٍ، وأنا وَاللَّهِ أحَقُّ بِالأمرِ وأولى‏ بهِ مِنهُ ، وَاستَخلَفَ أبو بَكرٍ

1.المحن لمحمّد بن أحمد بن تميم : ص ۱۰۰ ؛ شرح إحقاق الحقّ : ج ۳۱ ص ۲۳۱ .

2.في المصدر «وحوالي جنبه»، وهو تصحيف.

3.فوائد العراقيين : ص ۴۸ ؛ المناقب للخوارزمي : ص ۷۶ ح ۵۹ عن مهذّب الأئمّة، عن شجاع بن المظفّر بن شجاع العدل، عن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، عن الحاكم أبي عبد اللَّه الحافظ، عن أبي بكر بن أبي دارم الحافظ الكوفي، عن المنذر بن محمّد بن المنذر القابوسي، عن أبيه، عن عمّه الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، عن أبان بن تغلب، عن نفيع بن الحرث، عن أبي برزة مع اختلاف يسير ؛ كشف الغمّة : ج ۱ ص ۱۰۵ ؛ بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۷۹ .

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17016
صفحه از 416
پرینت  ارسال به