قوله عليه السلام : « مودّع لا قالٍ ولا مبغض ولا سئم » ، أي لا ملول ، سئمت من الشيء أسأم سأما وسآما وسآمة ، سئمته إذا مللته ، ورجل سؤوم . ثم أكّد عليه السلام هذا المعنى ، فقال : « إن انصرفتُ فلا عن ملالة ، وإن أقمت فلا عن سوء ظنّ بما وعد اللّه الصابرين » ، أي ليست إقامتي عَلَى قبرِك وجزعي عليك ، إنكارا مني لفضيلة الصبر والتجلّد والتعزّي والتأسّي ، وما وعد اللّه به الصابرين من الثواب ، بل أنا عالم بذلك .
وذكر أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد في كتابه « الكامل » أ نّه عليه السلام تمثّل عند قبر فاطمة :
لكلّ اجتماعٍ من خليلين فرقةٌوكلّ الذي دُون الفراق قليلُ
وإن افتقادي فاطما بعد أحمدٍدليلٌ عَلَى ألاّ يدوم خليلُ ۱
۱۹۶
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلامأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ مَجَازٍ ، وَالآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ ، فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ ، وَلاَ تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَسْرَارَكُمْ ، وَأَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ