شفقةً وإحسانا إلى اللّه وتقربا إليه عز و جل.
يا حولاء! والذى بعثنى بالحقّ نبيّا ورسولاً، كل امرأة صبرت على زوجها فى الشدّة والرخاء، وكانت مطيعة له ولأمره، حشرها اللّه تعالى مع امرأة أيّوب عليه السلام . يا حولاء! لا تبدى زينتك لغير زوجك. يا حولاء! لا يحلّ لامرأة أن تظهر معصمها وقدّمها لرجل غير بعلها، وإذا فعلت ذلك لم تزل فى لعنة اللّه وسخطه، وغضب اللّه عليها ولعنتها ملائكة اللّه ، وأعدّ لها عذابا أليما. واعلمى يا حولاء! أيّما امرأة دخلت الحمام، إلّا وضع إبليس اللعين يده على قبلها، فإن شاء أقبل بها وإن شاء أدبر بها، ويلعنها حتّى تخرج منه؛ لأنّ الحمّام بيت من بيوت جهنّم، ومن بيوت الكفّار والشياطين . يا حولاء! والذى بعثنى بالحقّ نبيّا ورسولاً، إنّ للرجل حقّا على امرأته؛ إذا دعاها ترضيه، وإذا أمرها لا تعصيه، ولا تجاوبه بالخلاف، ولا تخالفه، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط ولو كان ظالما، ولا تمنعه نفسها إذا أراد ولو كانت على ظهر قتب . يا حولاء! إنّ المرأة يجب عليها أن ترضى زوجها إذا غضب عليها، ولا يحلّ لها أن تنظر إلى وجهه نظرة مغضبة، ولكن تقتحم على رجليه تقبّلهما، وتمسح على رجليه حتّى يرضى عنها ربّها، وإن سخط عليها فقد سخط اللّه عز و جلعليها .
يا حولاء! للمرأة على زوجها أن يشبع بطنها، ويكسو ظهرها، ويعلّمها الصلاة والصوم والزكاة إن كان فى مالها حق، ولا تخالفه فى ذلك . يا حولاء! والذى بعثنى بالحقّ نبيّا ورسولاً، لقد بعثنى [ ربّى ] المقام المحمود، فعرضنى على جنّته وناره، فرأيت أكثر أهل النّار النساء، فقلت: يا حبيبى جبرئيل! ولم ذلك؟ فقال: بكفرهن. فقلت: يَكفرن باللّه عز و جل؟ فقال: لا، ولكنهن يكفرن النعمة. فقلت: كيف ذلك يا حبيبى جبرئيل ؟ فقال: لو أحسن إليها زوجها الدهر كله [ لم يبد إليها ] سيئة قالت: ما رأيت منه خيرا قط. يا حولاء! أكثر أهل النّار من حطب سعير النساء.
فقالت الحولاء: يا رسول اللّه ! وكيف ذلك ؟ قال: لأنّها إذا غضب على زوجها ساعةً