آل بيت النبوّة، ومعدن العلم والرسالة، ومختلف الملائكة، أ تأذنون لى بالدخول عليكم رحمكم اللّه ؟ فسمعت اُمّ سلمة ـ رضى اللّه عنها ـ كلامها فعرفتها، فقالت لجاريتها: اخرجى فافتحى لها الباب . ففتحته لها فدخلت، فقالت اُمّ سلمة: ما شأنك يا حولاء؟ وكانت أحسن أهل زمانها، فقالت: يا ستى، خائفة من عذاب ربّ العالمين، غضب زوجى علىَّ فخشيت أن أكون [ له ] مبغضة . فقالت لها اُمّ سلمة: اقعدى، لا تبرحى حتّى يجى ء رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فجلست حولاء تتحدّث مع اُمّ سلمة، فدخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال: إنى لأجد الحولاء عندكم، فهل طيَّبتكم منها بطيب؟ فقالوا: لا واللّه يا نبى اللّه ـ صلى اللّه عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين ـ بل جاءت سائلةً عن حقّ زوجها . ثمّ قصّت له القصّة، فقال: يا حولاء! ما من امرأة ترفع عينها إلى زوجها بالغضب، إلّا كحلت برماد من نار جهنّم . يا حولاء! والذى بعثنى بالحقّ نبيّا ورسولاً، ما من امرأة تردّ على زوجها، إلّا وعلقت يوم القيامة بلسانها، وسمرت بمسامير من نار. يا حولاء! والذى بعثنى بالحق نبيا، ما من امرأة تمدّ يديها تريد أخذ شعرة من زوجها أو شقّ ثوبه، إلّا سمر اللّه كفيها بمسامير من نار. يا حولاء! والذى بعثنى بالحق نبيا، ما من امرأة تخرج من بيتها بغير إذن زوجها تحضر عرسا، إلّا أنزل اللّه عليها أربعين لعنة عن يمينها، وأربعين لعنة عن شمالها، وتردّ اللعنة عليها من قدّامها فتغمرها، حتّى تغرق فى لعنة اللّه من فوق رأسها إلى قدمها، ويَكتب اللّه عليها بكل خطوة أربعين خطيئة إلى أربعين سنة، فإن أتت أربعين سنة كان عليها بعدد من سمع صوتها وكلامها، ثمّ لا يستجاب لها دعاء حتّى يستغفر لها زوجها بعدد دعائها له، وإلّا كانت تلك اللعنة [ عليها ] إلى يوم تموت وتبعث.
يا حولاء! والذى بعثنى بالحقّ نبيّا ورسولاً، ما من امرأة تصلى خارجة عن بيتها أو دارها، إلّا أتاها اللّه يوم القيامة بتلك الصلاة فتضرب بها وجهها، ثمّ يأمر بها إلى النّار، فتشرح كما تشرح الحوت، فتقدّد كما يقدّد اللحم فى نار جهنّم. يا حولاء!