۲۹۷.البداية والنهاية عن ابن عبّاس عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: مَرَّ عِيسى عليه السلام عَلى مَدِينَةٍ خَرِبَةٍ ، فَأَعجَبَهُ البنيانُ ، قالَ : أَي رَبِّ ، مُرّ هذِهِ المَدِينَةَ أَن تُجِيبَنِي ، فَأَوحَى اللَّهُ إِلَى المَدِينَةِ : أَيَّتُهَا المَدِينَةُ الخَرِبَةُ ، جاوِبِي عِيسى .
قالَ : فَنادَتِ المَدِينَةُ : عِيسى حَبِيبِي ، وما تُرِيدُ مِنِّي؟
قالَ : ما فَعَلَ أَشجَارُكِ ، وما فَعَلَ أَنهارُكِ ، وما فَعَلَ قُصُورُكِ ، وأَينَ سُكّانكِ؟
قالَت : حَبِيبِي ، جاءَ وَعدُ رَبِّكَ الحَقُّ ، فَيَبِسَت أَشجارِي ، ونَشَفَت أَنهارِي ، وخَرِبَت قُصُورِي ، وماتَ سُكّانِي .
قالَ : فَأَينَ أَموالُهُم؟
فَقالَت : جَمَعُوها مِنَ الحَلالِ والحَرامِ مَوضُوعَةً فِي بَطنِي ، للَّهِِ مِيراثُ السَّماواتِ والأَرضِ .
قالَ : فَنادى عِيسى عليه السلام : فَعَجِبتُ مِن ثَلاث اُناسٍ ، طالِبِ الدُّنيا وَالمَوتُ يَطلُبُهُ ، وبانِي القُصُورِ وَالقَبرُ مَنزِلُهُ ، ومَن يَضحَكُ مِلءَ فِيهِ والنّارُ أَمامَهُ!
اِبنَ آدَمَ ، لا بِالكَثِيرِ تَشبَعُ ولا بِالقَلِيلِ تَقنَعُ ، تَجمَعُ مالَكَ لِمَن لا يَحمَدُكَ ، وتَقدُمُ عَلى رَبٍّ لا يَعذُرُكَ . إِنّما أَنتَ عَبدُ بَطنِكَ وَشَهوَتِكَ ، وإِنَّما تَملَأُ بَطنَكَ إِذا دَخَلتَ قَبرَك . وأَنتَ يَابنَ آدَمَ تَرى حَشدَ مالِكَ فِي مِيزانِ غَيرِكَ .۱
۲۹۸.عيسى بن مريم عليه السلام: لا تَنظُرُوا إِلى أَموالِ أَهلِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّ بُرَيقَ أَموالِهِم يَذهَبُ
بِنُورِ إِيمانِكُم .۲