63
حکمت ‌نامه حضرت عبدالعظيم الحسني عليه السلام

ثُمَّ قالَ : هذا سِرُّ اللَّهِ ودينُهُ ودينُ مَلائِكَتِهِ ؛ فَصُنهُ إلّا عَن أهلِهِ وأولِيائِهِ . ۱

۱۲.كمال الدين : حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه الورّاق ، قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي ، عن عبد اللَّه بن موسى ، عن عبد العظيم بن عبد اللَّه الحسنى ، قال : حدّثنى صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن أبى زياد ، عن أبى حمزة الثمالى ، عن أبى خالد الكابلى ، قال :
دَخَلتُ عَلى‏ سَيِّدى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! أخبِرنى بِالَّذينَ فَرَضَ اللَّهُ‏عزّ وجلّ طاعَتَهُم ومَوَدَّتَهُم ، وأَوجَبَ عَلى‏ عِبادِهِ الاِقتِداءَ بِهِم بَعدَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله .
فَقالَ لى : يا كُنكُرُ ! إنَّ اُولى الأَمرِ الَّذينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ‏عزّ وجلّ أئِمَّةً لِلنّاسِ وأوجَبَ عَلَيهِم طاعَتَهُم : أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبى طالِبٍ عليه السلام ، ثُمَّ الحَسَنُ ، ثُمَّ الحُسَينُ ابنا عَلِيِّ بنِ أبي‏طالِبٍ ، ثُمَّ انتَهى‏ الأَمرُ إلَينا ، ثُمَّ سَكَتَ .
فَقُلتُ لَهُ : يا سَيِّدى ! رُوِيَ لَنا عَن أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام : أنَّ الأَرضَ لا تَخلو مِن حُجَّةٍ للَّهِ‏ِعزّ وجلّ عَلى‏ عِبادِهِ ، فَمَنِ الحُجَّةُ وَالإِمامُ بَعدَكَ ؟
قالَ : اِبنى مُحَمَّدٌ ، وَاسمُهُ فِى التَّوراةِ باقِرٌ ؛ يَبقُرُ العِلمَ بَقراً ، هُوَ الحُجَّةُ وَالإِمامُ بَعدى . ومِن بَعدِ مُحَمَّدٍ ابنُهُ جَعفَرٌ ، وَاسمُهُ عِندَ أهلِ السَّماءِ الصّادِقُ .
فَقُلتُ لَهُ : يا سَيِّدى ! فَكَيفَ صارَ اسمُهُ الصّادِقَ، و كُلُّكُم صادِقونَ ؟
قالَ : حَدَّثنى أبى، عَن أبيه عليهما السلام، أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله قالَ : «إذا وُلِدَ ابنى جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبى طالِبٍ عليهم السلام فَسَمُّوهُ الصّادِقَ ؛ فَإِنَّ لِلخامِسِ مِن وُلدِهِ وَلَداً اسمُهُ جَعفَرٌ يَدَّعِى الإِمامَةَ اجتِراءً عَلى‏ اللَّهِ وكَذِباً عَلَيهِ، فَهُوَ عِندَ اللَّهِ جَعفَرٌ الكَذّابُ المُفتَرى عَلىَ اللَّهِ‏عزّ وجلّ، وَالمُدَّعى لِما لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ ، المخالِفُ عَلى‏ أبيهِ، وَالحاسِدُ لِأَخيهِ ، ذلِكَ الَّذى يَرومُ كَشفَ سِترِ اللَّهِ عِندَ غَيبَةِ وَلِيِّ اللَّهِ‏عزّ وجلّ» .
ثُمَّ بَكى‏ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام بُكاءً شَديداً، ثُمَّ قالَ : كَأَنّى بِجَعفَرٍ الكَذّابِ وقَد حَمَلَ طاغِيَةَ زَمانِهِ عَلى‏ تَفتيشِ أمرِ وَلِيِّ اللَّهِ ، وَالمُغَيَّبِ فى حِفظِ اللَّهِ، وَالتَّوكيلِ بِحَرَمِ

1.كمال الدين : ص ۳۱۲ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۰۱ .


حکمت ‌نامه حضرت عبدالعظيم الحسني عليه السلام
62

عَلَيهِ كَالرّادِّ عَلَيَّ ، حَقَّ القَولُ مِنّى لَأُكرِمَنَّ مَثوى‏ جَعفَرٍ ، ولَأَسُرَّنَّهُ فى أولِيائِهِ وأشياعِهِ وأنصارِهِ ، وَانتَجبت بَعدَ «موسى‏» فِتنَةٌ عَمياءُ حِندِسٌ ؛ لِأَنَّ خَيطَ فَرضى لا يَنقَطِعُ ، وحُجَّتى لاتَخفى‏ ، وأنَّ أولِيائى لا يَشقَونَ أبَداً، ألا ومَن جَحَدَ واحِداً مِنهُم فَقَد جَحَدَ نِعمَتى ، ومَن غَيَّرَ آيَةً مِن كِتابى فَقَدِ افتَرى‏ عَلَىَّ ، و وَيلٌ لِلمُفتَرينَ الجاحِدينَ عِندَ انقِضاءِ مُدَّةِ عَبدى موسى‏ ، وحَبيبى ، وخِيَرَتى ألا إنَّ المُكَذِّبَ بِالثّامِنِ مُكَذِّبٌ بِكُلِّ أولِيائى، وعَلِيٌّ وَلِيّى وناصِرى ومَن أضَعُ عَلَيهِ أعباءَ النُّبُوَّةِ ، وأمتَحِنُهُ بِالاِضطِلاعِ ، يَقتُلُهُ عِفريتٌ مُستَكبِرٌ ، يُدفَنُ فِى المَدينَةِ الَّتى بَناها العَبدُ الصّالِحُ ذُو القَرنَينَ، إلى‏ جَنبِ شَرِّ خَلقى، حَقَّ القَولُ مِنّى لَاُقِرَّنَّ عَينَهُ بِمُحَمَّدٍ ابنِهِ ، وخَليفَتِهِ مِن بَعدِهِ، فَهُوَ وارِثُ عِلمى ، ومَعدِنُ حِكمَتى، ومَوضِعُ سِرّى، وحُجَّتى عَلى‏ خَلقى ، جَعَلتُ الجَنَّةَ مَثواهُ، وشَفَّعتُهُ فى سَبعينَ‏۱ مِن أهلِ بَيتِهِ كُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا النّارَ ، وأختِمُ بِالسَّعادَةِلِابنِهِ عَلِيٍّ وَلِيّى وناصِرى ، وَالشاهِدِ فى خَلقي ، وأمينى عَلى‏ وَحيى ، اُخرِجُ مِنهُ الدّاعى إلى‏ سَبيلى ، وَالخازِنَ لِعِلمى الحَسَنَ، ثُمَّ اُكِملُ ذلِكَ بِابنِهِ رَحمَةً لِلعالَمينَ ، عَلَيهِ كَمالُ موسى‏، وبَهاءُ عيسى‏، وصَبرُ أيّوبَ ، سَتَذِلُّ أولِيائى فى زَمانِهِ ، ويَتهَادَونَ رُؤوسَهُم كَما تَهادى‏ رُؤوسُ التُّركِ وَالدَّيلَمِ ، فَيُقتَلونَ ، ويُحرَقونَ، ويَكونونَ خائِفينَ مَرعوبينَ وَجِلينَ ، تُصبَغُ الأَرضُ مِن دمائِهِم ، ويَفشُو الوَيلُ وَالرَّنينُ فى نِسائِهِم ، اُولئِكَ أولِيائى حَقّاً ، بِهِم أدفَعُ كُلَّ فِتنَةٍ عَمياءَ حِندِسٍ ، وبِهِم أكشِفُ الزَّلازِلَ ، وأرفَعُ عَنهُمُ الآصارَ۲ وَالأَغلالَ ، اُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم واُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ‏].۳
ثُمَّ قالَ فى آخِرِهِ : قالَ عَبدُ العَظيمِ : العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ لِمُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ وخُروجِهِ إذ سَمِعَ أباهُ عليه السلام يَقولُ هكَذا ويَحكيهِ !

1.فى بحار الأنوار: «سبعين ألفاً».

2.الآصار: جمع إصر، وهو الذنب و الثقل (لسان العرب: ج ۴ ص ۲۲ «أصر»).

3.ما بين المعقوفين أثبتناه من نفس المصدر : ص ۳۰۹ .

  • نام منبع :
    حکمت ‌نامه حضرت عبدالعظيم الحسني عليه السلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6605
صفحه از 339
پرینت  ارسال به