ثُمَّ قالَ : هذا سِرُّ اللَّهِ ودينُهُ ودينُ مَلائِكَتِهِ ؛ فَصُنهُ إلّا عَن أهلِهِ وأولِيائِهِ . ۱
۱۲.كمال الدين : حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه الورّاق ، قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي ، عن عبد اللَّه بن موسى ، عن عبد العظيم بن عبد اللَّه الحسنى ، قال : حدّثنى صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن أبى زياد ، عن أبى حمزة الثمالى ، عن أبى خالد الكابلى ، قال :
دَخَلتُ عَلى سَيِّدى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! أخبِرنى بِالَّذينَ فَرَضَ اللَّهُعزّ وجلّ طاعَتَهُم ومَوَدَّتَهُم ، وأَوجَبَ عَلى عِبادِهِ الاِقتِداءَ بِهِم بَعدَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله .
فَقالَ لى : يا كُنكُرُ ! إنَّ اُولى الأَمرِ الَّذينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُعزّ وجلّ أئِمَّةً لِلنّاسِ وأوجَبَ عَلَيهِم طاعَتَهُم : أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبى طالِبٍ عليه السلام ، ثُمَّ الحَسَنُ ، ثُمَّ الحُسَينُ ابنا عَلِيِّ بنِ أبيطالِبٍ ، ثُمَّ انتَهى الأَمرُ إلَينا ، ثُمَّ سَكَتَ .
فَقُلتُ لَهُ : يا سَيِّدى ! رُوِيَ لَنا عَن أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام : أنَّ الأَرضَ لا تَخلو مِن حُجَّةٍ للَّهِِعزّ وجلّ عَلى عِبادِهِ ، فَمَنِ الحُجَّةُ وَالإِمامُ بَعدَكَ ؟
قالَ : اِبنى مُحَمَّدٌ ، وَاسمُهُ فِى التَّوراةِ باقِرٌ ؛ يَبقُرُ العِلمَ بَقراً ، هُوَ الحُجَّةُ وَالإِمامُ بَعدى . ومِن بَعدِ مُحَمَّدٍ ابنُهُ جَعفَرٌ ، وَاسمُهُ عِندَ أهلِ السَّماءِ الصّادِقُ .
فَقُلتُ لَهُ : يا سَيِّدى ! فَكَيفَ صارَ اسمُهُ الصّادِقَ، و كُلُّكُم صادِقونَ ؟
قالَ : حَدَّثنى أبى، عَن أبيه عليهما السلام، أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله قالَ : «إذا وُلِدَ ابنى جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبى طالِبٍ عليهم السلام فَسَمُّوهُ الصّادِقَ ؛ فَإِنَّ لِلخامِسِ مِن وُلدِهِ وَلَداً اسمُهُ جَعفَرٌ يَدَّعِى الإِمامَةَ اجتِراءً عَلى اللَّهِ وكَذِباً عَلَيهِ، فَهُوَ عِندَ اللَّهِ جَعفَرٌ الكَذّابُ المُفتَرى عَلىَ اللَّهِعزّ وجلّ، وَالمُدَّعى لِما لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ ، المخالِفُ عَلى أبيهِ، وَالحاسِدُ لِأَخيهِ ، ذلِكَ الَّذى يَرومُ كَشفَ سِترِ اللَّهِ عِندَ غَيبَةِ وَلِيِّ اللَّهِعزّ وجلّ» .
ثُمَّ بَكى عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام بُكاءً شَديداً، ثُمَّ قالَ : كَأَنّى بِجَعفَرٍ الكَذّابِ وقَد حَمَلَ طاغِيَةَ زَمانِهِ عَلى تَفتيشِ أمرِ وَلِيِّ اللَّهِ ، وَالمُغَيَّبِ فى حِفظِ اللَّهِ، وَالتَّوكيلِ بِحَرَمِ