عَنّا، بِنَفسي أنتَ اُمنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِن مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفسي أنتَ مَن عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى، بِنَفسي أنتَ مِن أثيلِ مَجدٍ لا يُجازى، بِنَفسي أنتَ مِن تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفسي أنتَ مِن نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى.
إلى مَتى أحارُ فيكَ يا مَولايَ وإلى مَتى ؟ وأَيَّ خِطابٍ أصِفُ فيكَ وأَيَّ نَجوى ؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أن اُجابَ دونَكَ واُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ أن أبكِيَكَ ويَخذُلَكَ الوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ أن يَجرِيَ عَلَيكَ دونَهُم ما جَرى !
هَل مِن مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ العَويلَ وَالبُكاءَ ؟ هَل مِن جَزوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا ؟ هَل قَذِيَت عَينٌ فَساعَدَتها عَيني عَلَى القَذى ؟ هَل إلَيكَ يَابنَ أحمَدَ سَبيلٌ فَتُلقى ؟ هَل يَتَّصِلُ يَومُنا مِنكَ بِعِدَةٍ فَنَحظى ؟ مَتى نَرِدُ مِناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَروى ؟ مَتى نَنتَقِعُ مِن عَذبِ مائِكَ فَقَد طالَ الصَّدى ؟ مَتى نُغاديكَ ونُراوِحُكَ فَنَقَرَّ عَيناً ؟ مَتى تَرانا ونَراكَ وقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ تُرى ؟ أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وأَنتَ تَؤُمُّ المَلَأَ ؛ وقَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً وأَذَقتَ أعداءَكَ هَواناً وعِقاباً، وأَبَرتَ العُتاةَ وجَحَدَةَ الحَقِّ، وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَكَبِّرينَ، وَاجتَثَثتَ اُصولَ الظّالِمينَ، ونَحنُ نَقولُ: الحَمدُ للّهِ رَبِّ العالَمينَ.
اللّهُمَّ أنتَ كَشّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى، وإلَيكَ أستَعدي فَعِندَكَ العَدوى، وأَنتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَالاُولى، فَأَغِث يا غِياثَ المُستَغيثينَ عُبَيدَك المُبتَلى، وأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ القُوى، وأَزِل عَنهُ بِهِ الأَسى وَالجَوى، وبَرِّد غَليلَهُ يا مَن عَلَى العَرشِ استَوى، ومَن إلَيهِ الرُّجعى