قُلوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وخَيبَرِيَّةً وحُنَينِيَّةً وغَيرَهُنَّ، فَأَضَبَّت عَلى عَداوَتِهِ، وأَكَبَّت عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ۱.
ولَمّا قَضى نَحبَهُ وقَتَلَهُ أشقَى الآخِرينَ يَتبَعُ أشقَى الأَوَّلينَ، لَم يُمتَثَل أمرُ رَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ فِي الهادينَ بَعدَ الهادينَ، وَالاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقتِهِ، مُجتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وإقصاءِ وُلدِهِ، إلاَّ القَليلَ مِمَّن وَفى لِرِعايَةِ الحَقِّ فيهِم.
فَقُتِلَ مَن قُتِلَ، وسُبِيَ مَن سُبِيَ، واُقصِيَ مَن اُقصِيَ، وجَرَى القَضاءُ لَهُم بِما يُرجى لَهُ حُسنُ المَثوبَةِ، إذ كانَتِ الأَرضُ للّهِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ الصّالِحينَ، وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ۲، وسُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً۳، ولَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ۴، وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ.
فَعَلَى الأَطائِبِ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما وآلِهِما فَليَبكِ الباكونَ، وإيّاهُم فَليَندُبِ النّادِبونَ، ولِمِثلِهِم فَلتَذرَفِ الدُّموعُ، وَليَصرُخِ الصّارِخونَ ويَضِجَّ الضّاجّونَ ويَعِجَّ العاجّونَ.
أينَ الحَسَنُ ؟ أينَ الحُسَينُ ؟ أينَ أبناءُ الحُسَينِ ؟ صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ، وصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ، أيَن السَّبيلُ بَعدَ السَّبيلِ ؟ أينَ الخِيَرَةُ بَعدَ