۴ / ۲ ـ ۱۳
مناجاة الذاكرين
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، إلهي ! لَولاَ الواجِبُ مِن قَبولِ أمرِكَ لَنَزَّهتُكَ مِن ذِكري إيّاكَ، عَلى أنَّ ذِكري لَكَ بِقَدري لا بِقَدرِكَ، وما عَسى أن يَبلُغَ مِقداري حَتّى اُجعَلَ مَحَلاًّ لِتَقديسِكَ ؟ ! ومِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَينا جَرَيانُ ذِكرِكَ عَلى ألسِنَتِنا، وإذنُكَ لَنا بِدُعائِكَ وتَنزيهِكَ وتَسبيحِكَ. إلهي ! فَأَلهِمنا ذِكرَكَ فِي الخَلَأِ وَالمَلَأِ وَاللَّيلِ وَالنَّهارِ، وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ، وفِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ، وآنِسنا بِالذِّكرِ الخَفِيِّ، وَاستَعمِلنا بِالعَمَلِ الزَّكِيِّ، وَالسَّعيِ المَرضِيِّ، وجازِنا بِالميزانِ الوَفِيِّ.
إلهي ! بِكَ هامَتِ القُلوبُ الوالِهَةُ، وعَلى مَعرِفَتِكَ جُمِعَتِ العُقولُ المُتَبايِنَةُ، فَلا تَطمَئِنُّ القُلوبُ إلاّ بِذكراكَ، ولا تَسكُنُ النُّفوسُ إلاّ عِندَ رُؤياكَ، أنتَ المُسَبَّحُ في كُلِّ مَكانٍ، وَالمَعبودُ في كُلِّ زَمانٍ، وَالمَوجودُ في كُلِّ أوانٍ، وَالمَدعُوُّ بِكُلِّ لِسانٍ، وَالمُعَظَّمُ في كُلِّ جَنانٍ، وأَستَغفِرُكَ مِن كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيرِ ذِكرِكَ، ومِن كُلِّ راحَةٍ بِغَيرِ اُنسِكَ، ومِن كُلِّ سُرورٍ بِغَيرِ قُربِكَ، ومِن كُلِّ شُغُلٍ بِغَيرِ طاعَتِكَ.
إلهي ! أنتَ قُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً»۱، وقُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ: «فَاذْكُرُونِى