الطّالِبينَ، ويا أعلى رَغبَةِ الرّاغِبينَ، ويا وَلِيَّ الصّالِحينَ، ويا أمانَ الخائِفينَ، ويا مُجيبَ المُضطَرّينَ، ويا ذُخرَ المُعدِمينَ، ويا كَنزَ البائِسينَ، ويا غِياثَ المُستَغيثينَ، ويا قاضِيَ حَوائِجِ الفُقَراءِ وَالمَساكينِ، ويا أكرَمَ الأَكرَمينَ، ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ، لَكَ تَخَضُّعي وسُؤالي، وإلَيكَ تَضَرُّعي وَابتِهالي، أسأَ لُكَ أن تُنيلَني مِن رَوحِ رِضوانِكَ، وتُديمَ عَلَيَّ نِعَمَ امتِنانِكَ، وها أنَا بِبابِ كَرَمِكَ واقِفٌ، ولِنَفَحاتِ بِرِّكَ مُتَعَرِّضٌ، وبِحَبلِكَ الشَّديدِ مُعتَصِمٌ، وبِعُروَتِكَ الوُثقى مُتَمَسِّكٌ.
إلهِي ! ارحَم عَبدَكَ الذَّليلَ ذَا اللِّسانِ الكَليلِ، وَالعَمَلِ القَليلِ، وَامنُن عَلَيهِ بِطَولِكَ الجَزيلِ، وَاكنُفهُ تَحتَ ظِلِّكَ الظَّليلِ، يا كَريمُ يا جَميلُ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱
۴ / ۲ ـ ۱۲
مناجاة العارفين
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ، إلهي ! قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ، وعَجَزَتِ العُقولُ عَن إدراكِ كُنهِ جَمالِكَ، وَانحَسَرَتِ الأَبصارُ دونَ النَّظَرِ إلى سُبُحاتِ وَجهِكَ، ولَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقا إلى مَعرِفَتِكَ إلاّ بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ.
إلهي ! فَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ تَوَشَّحَت أشجارُ الشَّوقِ إلَيكَ في حَدائِقِ صُدورِهِم، وأَخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم، فَهُم إلى أوكارِ