جَنَّتِكَ، وبَوَّأتَهُم دارَ كَرامَتِكَ، وأَقرَرتَ أعيُنَهُم بِالنَّظَرِ إلَيكَ يَومَ لِقائِكَ، وأَورَثتَهُم مَنازِلَ الصِّدقِ في جِوارِكَ.
يا مَن لا يَفِدُ الوافِدونَ عَلى أكرَمَ مِنهُ، ولا يَجِدُ القاصِدونَ أرحَمَ مِنهُ، يا خَيرَ مَن خَلا بِهِ وَحيدٌ، ويا أعطَفَ مَن أوى إلَيهِ طَريدٌ، إلى سَعَةِ عَفوِكَ مَدَدتُ يَدي، وبِذَيلِ كَرَمِكَ أعلَقتُ كَفّي، فَلا تُولِنِي الحِرمانَ، ولا تَبتَلِني بِالخَيبَةِ وَالخُسرانِ، يا سَميعَ الدُّعاءِ.۱
۴ / ۲ ـ ۱۱
مُناجاةُ المُفتَقِرينَ
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، إلهي ! كَسري لا يَجبُرُهُ إلاّ لُطفُكَ وحَنانُكَ، وفَقري لا يُغنيهِ إلاّ عَطفُكَ وإحسانُكَ، ورَوعَتي لا يُسَكِّنُها إلاّ أمانُكَ، وذِلَّتي لا يُعِزُّها إلاّ سُلطانُكَ، واُمنِيَّتي لا يُبَلِّغُنيها إلاّ فَضلُكَ، وخَلَّتي لا يَسُدُّها إلاّ طَولُكَ، وحاجَتي لا يَقضيها غَيرُكَ، وكُرَبي لا يُفَرِّجُها سِوى رَحمَتِكَ، وضُرّي لا يَكشِفُهُ غَيرُ رَأفَتِكَ، وغُلَّتي لا يُبرِدُها إلاّ وَصلُكَ، ولَوعَتي لا يُطفِئُها إلاّ لِقاؤُكَ، وشَوقي إلَيكَ لا يَبُلُّهُ إلاَّ النَّظَرُ إلى وَجهِكَ، وقَراري لا يَقِرُّ دونَ دُنُوّي مِنكَ، ولَهفَتي لا يَرُدُّها إلاّ رَوحُكَ، وسُقمي لا يَشفيهِ إلاّ طِبُّكَ، وغَمّي لا يُزيلُهُ إلاّ قُربُكَ، وجُرحي لا يُبرِئُهُ إلاّ صَفحُكَ، ورَينُ قَلبي لا يَجلوهُ إلاّ عَفوُكَ، ووَسواسُ صَدري لا يُزيحُهُ إلاّ أمرُكَ.
فَيا مُنتَهى أمَلِ الآمِلينَ، ويا غايَةَ سُؤلِ السّائِلينَ، ويا أقصى طَلِبَةِ