مَصروفا، ولَستُ أعرِفُ سِواكَ مَولىً بِالإِحسانِ مَوصوفا ؟ ! كَيفَ أرجو غَيرَكَ وَالخَيرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ ؟ وكَيفَ اُؤَمِّلُ سِواكَ وَالخَلقُ وَالأَمرُ لَكَ ؟ أأَقطَعُ رَجائي مِنكَ وقَد أولَيتَني ما لَم أسأَلهُ مِن فَضلِكَ ؟ أم تُفقِرُني إلى مِثلي وأَنَا أعتَصِمُ بِحَبلِكَ ؟ ! يا مَن سَعِدَ بِرَحمَتِهِ القاصِدونَ، ولَم يَشقَ بِنَقِمَتِهِ المُستَغفِرونَ، كَيفَ أنساكَ ولَم تَزَل ذاكِري ؟ وكَيفَ ألهو عَنكَ وأَنتَ مُراقِبي ؟ !
إلهي ! بِذَيلِ كَرَمِكَ أعلَقتُ يَدي، ولِنَيلِ عَطاياكَ بَسَطتُ أمَلي، فَأَخلِصني بِخالِصَةِ تَوحيدِكَ، وَاجعَلني مِن صَفوَةِ عَبيدِكَ.
يا مَن كُلُّ هارِبٍ إلَيهِ يَلتَجِئُ، وكُلُّ طالِبٍ إيّاهُ يَرتَجي، يا خَيرَ مَرجُوٍّ، ويا أكرَمَ مَدعُوٍّ، ويا مَن لا يَرُدُّ سائِلَهُ، ولا يُخَيِّبُ آمِلَهُ، يا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِداعيهِ، وحِجابُهُ مَرفوعٌ لِراجيهِ، أسأَ لُكَ بِكَرَمِكَ أن تَمُنَّ عَلَيَّ مِن عَطائِكَ بِما تَقَرُّ بِهِ عَيني، ومِن رَجائِكَ بِما تَطمَئِنُّ بِهِ نَفسي، ومِنَ اليَقينِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مُصيباتِ الدُّنيا، وتَجلو بِهِ عَن بَصيرَتي غَشَواتِ العَمى، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱
۴ / ۲ ـ ۵
مناجاة الراغبين
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، إلهي ! إن كانَ قَلَّ زادي فِي المَسيرِ إلَيكَ، فَلَقَد حَسُنَ ظَنّي بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ، وإن كانَ جُرمي قَد أخافَني مِن عُقوبَتِكَ، فَإِنَّ رَجائي قَد أشعَرَني بِالأَمنِ مِن نَقِمَتِكَ، وإن كانَ ذَنبي قَد عَرَّضَني لِعِقابِكَ، فَقَد آذَنَني حُسنُ ثِقَتي بِثَوابِكَ، وإن أنامَتنِي