أو تَغُلُّ أكُفّا رَفَعَتهَا الآمالُ إلَيكَ رَجاءَ رَأفَتِكَ ؟ أو تُعاقِبُ أبدانا عَمِلَت بِطاعَتِكَ حَتّى نَحِلَت في مُجاهَدَتِكَ ؟ أو تُعَذِّبُ أرجُلاً سَعَت في عِبادَتِكَ ؟
إلهي ! لا تُغلِق عَلى مُوَحِّديكَ أبوابَ رَحمَتِكَ، ولا تَحجُب مُشتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ إلى جَميلِ رُؤيَتِكَ.
إلهي ! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَوحيدِكَ، كَيفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجرانِكَ ؟ وضَميرٌ انعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ، كَيفَ تُحرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ ؟
إلهي ! أجِرني مِن أليمِ غَضَبِكَ، وعَظيمِ سَخَطِكَ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا رَحيمُ يا رَحمنُ، يا جَبّارُ يا قَهّارُ، يا غَفّارُ يا سَتّارُ، نَجِّني بِرَحمَتِكَ مِن عَذابِ النّارِ، وفَضيحَةِ العارِ، إذَا امتازَ الأَخيارُ مِنَ الأَشرارِ، وهالَتِ الأَهوالُ، وقَرُبَ المُحسِنونَ، وبَعُدَ المُسيؤونَ، ووُفِّيَت كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ.۱
۴ / ۲ ـ ۴
مناجاة الراجين
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، يا مَن إذا سَأَلَهُ عَبدٌ أعطاهُ، وإذا أمَّلَ ما عِندَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وإذا أقبَلَ عَلَيهِ قَرَّبَهُ وأَدناهُ، وإذا جاهَرَهُ بِالعِصيانِ سَتَرَ عَلَيهِ وغَطّاهُ، وإذا تَوَكَّلَ عَلَيهِ أحسَبَهُ وكَفاهُ.
إلهي ! مَنِ الَّذي نَزَلَ بِكَ مُلتَمِسا قِراكَ فَما قَرَيتَهُ ؟ ومَنِ الَّذي أناخَ بِبابِكَ مُرتَجِيا نَداكَ فَما أولَيتَهُ ؟ أيَحسُنُ أن أرجِعَ عَن بابِكَ بِالخَيبَةِ