وَالحِكَمِ وَالآثارِ، الَّذى كانَ يُحيِى اللَّيلَ بِالسَّهَرِ إلَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاِستِغفارِ، حَليفِ السَّجدَةِ الطَّويلَةِ وَالدُّموعِ الغَزيرَةِ، وَالمُناجاةِ الكَثيرَةِ وَالضَّراعاتِ المُتَّصِلَةِ، ومَقَرِّ النُّهى وَالعَدلِ، وَالخَيرِ وَالفَضلِ، وَالنَّدى وَالبَذلِ، ومَألَفِ البَلوى وَالصَّبرِ، وَالمُضطَهَدِ بِالظُّلمِ، وَالمَقبورِ بِالجَورِ، وَالمُعَذَّبِ فى قَعرِ السُّجونِ وظُلَمِ المَطاميرِ، ذِى السّاقِ المَرضوضِ بِحَلَقِ القُيودِ، وَالجَنازَةِ المُنادى عَلَيها بِذُلِّ الاِستِخفافِ، وَالوارِدِ عَلى جَدِّهِ المُصطَفى وأَبيهِ المُرتَضى واُمِّهِ سَيِّدَةِ النِّساءِ، بِإِرثٍ مَغصوبٍ، ووَلاءٍ مَسلوبٍ، وأَمرٍ مَغلوبٍ، ودَمٍ مَطلوبٍ، وسَمٍّ مَشروبٍ.
اللّهُمَّ وكَما صَبَرَ عَلى غَيظِ المِحَنِ، وتَجَرَّعَ غُصَصَ الكُرَبِ، وَاستَسلَمَ لِرِضاكَ، وأَخلَصَ الطّاعَةَ لَكَ، ومَحَضَ الخُشوعَ، وَاستَشعَرَ الخُضوعَ، وعادَى البِدعَةَ وأَهلَها، ولَم يَلحَقهُ فى شَىءٍ مِن أوامِرِكَ ونَواهيكَ لَومَةُ لائِمٍ، صَلِّ عَلَيهِ صَلاةً نامِيَةً مُنيفَةً زاكِيَةً، توجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ اُمَمٍ مِن خَلقِكَ وقُرونٍ مِن بَراياكَ، وبَلِّغهُ عَنّا تَحِيَّةً وسَلاماً، وآتِنا مِن لَدُنكَ فى مُوالاتِهِ فَضلاً وإحساناً ومَغفِرَةً ورِضواناً، إنَّكَ ذُو الفَضلِ العَميمِ وَالتَّجاوُزِ العَظيمِ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
پس نماز زيارت به جا آور و پس از آن در حالى كه ايستادهاى، بگو:
اللّهُمَّ إنّى أسأَ لُكَ بِحُرمَةِ مَن عاذَ بِكَ مِنكَ، ولَجَأَ إلى عِزِّكَ، وَاستَظَلَّ بِفَيئِكَ، وَاعتَصَمَ بِحَبلِكَ، ولَم يَثِق إلاّ بِكَ، يا جَزيلَ العَطايا، يا فَكّاكَ الاُسارى، يا مَن سَمّى نَفسَهُ مِن جودِهِ وَهّاباً، أن تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، ولا تَرُدَّنى مِن هذَا المَقامِ خائِباً، فَإِنَّ هذَا مَقامٌ تُغفَرُ فيهِ الذُّنوبُ العِظامُ، وتُرجى فيهِ الرَّحمَةُ مِنَ الكَريمِ العَلاّمِ، مَقامٌ