خُلفَ لَهُ ولا تَبديلَ، إنَّ اللّهَ لا يُخلِفُ وَعدَهُ، وَاللّهُ مُدرِكٌ بِكُم ثارَ ما وَعَدَكُم.

أنتُم خاصَّةُ اللّهِ اختَصَّكُمُ اللّهُ لِأَبى عَبدِ اللّهِ عليه‏السلام، أنتُمُ الشُّهَداءُ وأَنتُمُ السُّعَداءُ، سَعِدتُم عِندَ اللّهِ، وفُزتُم بِالدَّرَجاتِ مِن جَنّاتٍ لا يَطعَنُ أهلُها ولا يَهرَمونَ، ورَضوا بِالمُقامِ فى دارِ السَّلامِ مَع مَن نَصَرتُم، جَزاكُمُ اللّهُ خَيرا مِن أعوانٍ جَزاءَ مَن صَبَرَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، أنجَزَ اللّهُ ما وَعَدَكُم مِنَ الكَرامَةِ فى جِوارِهِ ودارِهِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ، وأَميرِ المُؤمِنينَ وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ.

أسأَلُ اللّهَ الَّذى حَمَلَنى إلَيكُم حَتّى أرانى مَصارِعَكُم، أن يُرِيَنيكُم عَلَى الحَوضِ رِواءً مَروِيّينَ، ويُرِيَنى أعداءَكُم فى أسفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَحيمِ ؛ فَإِنَّهُم قَتَلوكُم ظُلما وأَرادوا إماتَةَ الحَقِّ، وسَلَبوكُم لاِبنِ سُمَيَّةَ وَابنِ آكِلَةِ الأَكبادِ، فَأَسأَلُ اللّهَ أن يُرِيَنيهِم ظِماءً مُظمَئينَ، مُسَلسَلينَ مُغَلَّلينَ، يُساقونُ إلَى الجَحيمِ.

السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ ابنِ رَسولِ اللّهِ مِنّى ما بَقيتُ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم دائِما إذا فَنيتُ وبُليتُ، لَهفى‏عَلَيكُم، أىُّ مُصيبَةٍ أصابَت كُلَّ مَولىً لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ! لَقَد عَظُمَت وخُصَّت وجَلَّت وعَمَّت مُصيبَتُكُم، أنَا بِكُم لَجَزِعٌ، وأَنَا بِكُم لَموجَعٌ مَحزونٌ، وأَنَا بِكُم لَمُصابٌ مَلهوفٌ، هَنيئا لَكُم ما اُعطيتُم، وهَنيئا لَكُم ما بِهِ حُيِّيتُم. فَلَقَد بَكَتكُمُ المَلائِكَةُ وحَفَّت بِكُم، وسَكَنَت مُعَسكَرَكُم، وحَلَّت مَصارِعَكُم، وقَدَّسَت وصَفَّت بِأَجنِحَتِها عَلَيكُم، لَيسَ لَها عَنكُم

آن گاه دستانت را بالا مى‏بَرى و مى‏گويى:

اللّهُمَّ إنّى أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ المِسكينِ المُستَكينِ، العَليلِ الذَّليلِ الَّذى لَم يُرِد بِمَسكَنَتِهِ غَيرَكَ، فَإِن لَم تُدرِكهُ رَحمَتُكَ عَطِبَ، أسأَ لُكَ أن تَدارَكَنى بِلُطفٍ مِنكَ، فَأَنتَ الَّذى لا تُخَيِّبُ سائِلَكَ، وتُعطِى المَغفِرَةَ وتَغفِرُ الذُّنوبَ. فَلا أكونَنَّ يا سَيِّدى أنَا أهوَنَ خَلقِكَ عَلَيكَ، ولا أكونُ أهوَنَ مَن وَفَدَ إلَيكَ بِابنِ حَبيبِكَ ؛ فَإِنّى أمَّلتُ ورَجَوتُ، وطَمِعتُ وزُرتُ وَاغتَرَبتُ، رَجاءً لَكَ أن تُكافِيَنى إذ أخرَجتَنى مِن رَحلى، فَأَذِنتَ لى بِالمَسيرِ إلى هذَا المَكانِ، رَحمَةً مِنكَ وتَفَضُّلاً مِنكَ يا رَحمانُ يا رَحيمُ.

و تا مى‏توانى، در دعا كردن بكوش و فراوان، دعا بخوان. سپس... در برابر قبرهاى شهيدان بِايست و با اشاره به همه آنها بگو:

السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ القُبورِ مِن أهلِ دِيارِ المُؤمِنينَ، السَّلامُ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أولِياءَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ اللّهِ وأَنصارَ رَسولِهِ، وأَنصارَ أميرِ المُؤمِنينَ، وأَنصارَ ابنِ رَسولِهِ وأَنصارَ دينِهِ.

أشهَدُ أنَّكُم أنصارُ اللّهِ كَما قالَ اللّهُ عز و جل: «وَكَأَيِّنْ مِن نَبِىٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا»،^۱فَما ضَعُفتُم ومَا استَكَنتُم حَتّى لَقيتُمُ اللّهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ، صَلَّى اللّهُ عَلَيكُم وعَلى أرواحِكُم وأَجسادِكُم، أبشِروا بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذى لا