مُقِرّاً لَهُ بِالعُبودِيَّةِ [بالوحدانيّةِ] خاشِعاً، مُعتَرِفاً لَهُ بِالوَاحدانِيَّةِ طائِعاً، مُستَجيباً لِدَعوَتِهِ خاضِعاً، مُتَضَرِّعاً لِمَشِيَّتِهِ مُتَواضِعاً، لَهُ المُلكُ الَّذي لا نَفادَ لِدَيمومِيَّتِهِ، ولاَ انقِضاءَ لِعِدَّتِهِ.
وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ الكَريمُ، ورَسولُهُ الطّاهِرُ المَعصومُ، بَعَثَهُ وَالنّاسُ في غَمرَةِ الضَّلالَةِ ساهونَ، وفي غِرَّةِ الجَهالَةِ لاهونَ، لا يَقولونَ صِدقاً، ولا يَستَعمِلونَ حَقّاً، قَدِ اكتَنَفَتهُمُ القَسوَةُ، وحَقَّت عَلَيهِمُ الشِّقوَةُ، إلّا مَن أحَبَّ اللَّهُ إنقاذَهُ، ورَحِمَهُ وأَعانَهُ، فَقامَ مُحَمَّدٌ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وآلِهِ فيهِم مُجِدّاً في إنذارِهِ، مُرشِداً لِأَنوارِهِ، بِعَزمٍ ثاقِبٍ، وحُكمٍ واجِبٍ، حَتّیٰ تَأَلَّقَ شِهابُ الإِيمانِ، وتَفَرَّقَ حِزبُ الشَّيطانِ، وأَعَزَّ اللَّهُ جُندَهُ، وعُبِدَ وَحدَهُ.
ثُمَّ اختارَهُ اللَّهُ فَرَفَعَهُ إلیٰ رَوحِ جَنَّتِهِ، وفَسيحِ كَرامَتِهِ، فَقَبَضَهُ تَقِيّاً زَكِيّاً راضِياً مَرضِيّاً طاهِراً نَقِيّاً، (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ)۱، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وعَلیٰ آلِهِ وأَقرَبيهِ، وذَوي رَحِمِهِ ومَواليهِ، صَلاةً جَليلَةً جَزيلَةً، مَوصولَةً مَقبولَةً، لاَ انقِطاعَ لِمَزيدِها، ولاَ اتِّضاعَ لِمَشيدِها، ولاَ امتِناعَ لِصُعودِها، [حتّیٰ] تَنتَهي إلیٰ مَقَرِّ أرواحِهِم، ومَقامِ فَلاحِهِم، فَيُضاعِفُ اللَّهُ لَهُم تَحِيّاتِها، ويُشَرِّفُ لَدَيهِم صَلَواتِها، فَتَتَلَقّاهُم مَقرونَةً بِالرَّوحِ وَالسُّرورِ، مَحفوفَةً بِالنَّضارَةِ وَالنّورِ، دائِمَةً بِلا فَناءٍ ولا فُتورٍ.
اللَّهُمَّ اجعَل أكمَلَ صَلَواتِكَ وأَشرَفَها، وأَجمَلَ تَحِيّاتِكَ وأَلطَفَها، وأَشمَلَ بَرَكاتِكَ وأَعطَفَها، وأَجَلَّ هِباتِكَ وأرأَفَها، عَلیٰ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وأَكرَمِ الاُمِّيّينَ۲، وعَلیٰ أهلِ بَيتِهِ الأَصفِياءِ الطّاهِرينَ، وعِترَتِهِ النُّجَباءِ المُختارينَ، وشيعَتِهِ الأَوفِياءِ المُوازِرينَ، مِن أنصارِهِ وَالمُهاجِرينَ، وأَدخِلنا في شَفاعَتِهِ يَومَ الدّينِ، مَعَ مَن دَخَلَ في زُمرَتِهِ مِنَ المُوَحِّدينَ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ، ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ.