ساحَتُهُ، عَلیٰ غَيرِ مِهادٍ ولا وِسادٍ، ولا تَقِدمَةِ زادٍ ولاَ اعتِدادٍ، فَتَدارَكْني [هُنالِكَ] بِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَتِ الأَشياءَ أكنافُها، وجَمَعَتِ الأَحياءَ أطرافُها، وعَمَّتِ البَرايا ألطافُها، وعُد عَلَيَّ بِعَفوِكَ يا كَريمُ، ولا تُؤاخِذني بِجَهلي يا رَحيمُ.
اللَّهُمَّ ارحَم مَنِ اكتَنَفَتهُ سَيِّئاتُهُ، وأَحاطَت بِهِ خَطيئاتُهُ، وحَفَّت بِهِ جِناياتُهُ، بِعَفوِكَ ارحَم مَن لَيسَ لَهُ مِن عَمَلِهِ شافِعٌ، ولا يَمنَعُهُ مِن عَذابِكَ مانِعٌ، اِرحَمِ الغافِلَ عَمّا أظَلَّهُ۱، وَالذّاهِلَ عَنِ الأَمرِ الَّذي خُلِقَ لَهُ، اِرحَم مَن نَقَضَ العَهدَ وعَذَرَ۲، وعَلیٰ مَعصِيَتِكَ انطَویٰ وأَصَرَّ، وجاهَرَكَ بِجَهلِهِ ومَا استَتَرَ، اِرحَم مَن ألقیٰ عَن رَأسِهِ۳ قِناعَ الحَياءِ، وحَسَرَ عَن ذِراعَيهِ جِلبابَ الأَتقِياءِ، وَاجتَرَأَ عَلیٰ سَخَطِكَ بِارتِكابِ الفَحشاءِ، فيَا مَن لَم يَزَل عَفُوّاً غَفّاراً، ارحَم مَن لَم يَزَل مُسقَطاً عَثّاراً.
اللَّهُمَّ اغفِر لي ما مَضیٰ مِنّي، وَاختِم لي بِما تَرضیٰ بِهِ عَنّي، وَاعقِد عَزائِمي عَلیٰ تَوبَةٍ بِكَ مُتَّصِلَةٍ، ولَدَيكَ مُتَقَبَّلَةٍ، تُقيلُني بِها عَثَراتي، وتَستُرُ بِها عَوراتي، وتَرحَمُ بِها عَبَراتي، وتُجيرُني بِها إجارَةً مِن مَعاطِبِ انتِقامِكَ، وتُنيلُني بِهَا المَسَرَّةَ بِمَواهِبِ إنعامِكَ، يَومَ تَبرُزُ الأَخبارُ، وتَعظُمُ الأَخطارُ، وتُبلَى الأَسرارُ، وتُهتَكُ الأَستارُ، وتَشخَصُ القُلوبُ وَالأَبصارُ، (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّٰلِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ ٱلدَّارِ)۴، إنَّكَ مَعدِنُ الآلاءِ وَالكَرَمِ، وصارِفُ اللَأواءِ۵ وَالنِّقَمِ.
1.. كذا في المصدر، وفي بعض النسخ والصحيفة السجّاديّة الجامعة: ص۴۴۳ «أضلّه».
2.. في الصحيفة السجّاديّة الجامعة: ص۴۴۳ «غَدَرَ».
3.. في نسخة: «وجهه»، وهو الأنسب.
4.. غافر: ۵۲.
5.. الّلأواءُ: الشدَّة وضيق المعيشة (النهاية: ج۴ ص۲۲۱ «لأو»).