فَوقَ طاقَتي.
اللَّهُمَّ اجعَلني مِنَ الَّذينَ جَدّوا في قَصدِكَ فَلَم يَنكِلوا، وسَلَكُوا الطّريقَ إلَيكَ فَلَم يَعدِلوا، وَاعتَمَدوا عَلَيكَ فِي الوُصولِ حَتّیٰ وَصَلوا، فَرَوَّيتَ قُلوبَهُم مِن مَحَبَّتِكَ، وآنَستَ نُفوسَهُم بِمَعرِفَتِكَ، فَلَم يَقطَعهُم عَنكَ قاطِعٌ، ولا مَنَعَهُم عَن بُلوغِ ما أمَّلوهُ لَدَيكَ مانِعٌ، فَـــ (هُمْ فِى مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ)۱.
اللَّهُمَّ لَكَ قَلبي ولِساني، وبِكَ نَجاتي وأَماني، وأَنتَ العالِمُ بِسِرّي وإعلاني، فَأَمِت قَلبي عَنِ البَغضاءِ، وأَصمِت لِساني عَنِ الفَحشاءِ، وأَخلِص سَريرَتي عَن عَلائِقِ الأَهواءِ، وَاكفِني بِأَمانِكَ عَن عَوائِقِ الضَّرّاءِ، وَاجعَل سِرّي مَعقوداً عَلیٰ مُراقَبَتِكَ، وإعلاني مُوافِقاً لِطاعَتِكَ، وهَب لي جِسماً رَوحانِيّاً، وقَلباً سَماوِيّاً، وهِمَّةً مُتَّصِلَةً بِكَ، ويَقيناً صادِقاً في حُبِّكَ، وأَلهِمني مِن مَحامِدِكَ أمدَحَها، وهَب لي مِن فَوائِدِكَ أسمَحَها، إنَّكَ وَلِيُّ الحَمدِ، وَالمُستَولي عَلَى المَجدِ.
يا مَن لا يَنقُصُ مَلكوتَهُ عِصيانُ المُتَمَرِّدينَ، ولا يَزيدُ جَبَروتَهُ إيمانُ المُوَحِّدينَ، إلَيكَ أستَشفِعُ بِقَديمِ كَرَمِكَ أن لا تَسلُبَني ما مَنَحتَني مِن جَسيمِ نِعَمِكَ، وَاصرِفني بِحُسنِ نَظَرِكَ لي عَن وَرطَةِ۲ المَهالِكِ، وعَرِّفني بِجَميلِ اختِيارِكَ لي مُنجِياتِ المَسالِكِ، يا مَن قَرُبَت رَحمَتُهُ مِنَ المُحسِنينَ، وأَوجَبَ عَفوَهُ [مَغفِرَتَهُ] لِلأَوّابينَ، بَلِّغنا بِرَحمَتِكَ غَنائِمَ البِرِّ وَالإِحسانِ، وجَلِّلنا بِنِعمَتِكَ مَلابِسَ العَفوِ وَالغُفرانِ، وأَصحِب رَغَباتِنا بِحَياءٍ يَقطَعُها عَنِ الشَّهَواتِ، وَاحشُ قُلوبَنا نوراً يَمنَعُها مِنَ الشُّبُهاتِ، وأَودِع