161
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

فَوقَ طاقَتي.
اللَّهُمَّ اجعَلني مِنَ الَّذينَ جَدّوا في قَصدِكَ فَلَم يَنكِلوا، وسَلَكُوا الطّريقَ إلَيكَ فَلَم يَعدِلوا، وَاعتَمَدوا عَلَيكَ فِي الوُصولِ حَتّیٰ وَصَلوا، فَرَوَّيتَ قُلوبَهُم مِن مَحَبَّتِكَ، وآنَستَ نُفوسَهُم بِمَعرِفَتِكَ، فَلَم يَقطَعهُم عَنكَ قاطِعٌ، ولا مَنَعَهُم عَن بُلوغِ ما أمَّلوهُ لَدَيكَ مانِعٌ، فَـــ (هُمْ فِى مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ)۱.
اللَّهُمَّ لَكَ قَلبي ولِساني، وبِكَ نَجاتي وأَماني، وأَنتَ العالِمُ بِسِرّي وإعلاني، فَأَمِت قَلبي عَنِ البَغضاءِ، وأَصمِت لِساني عَنِ الفَحشاءِ، وأَخلِص سَريرَتي عَن عَلائِقِ الأَهواءِ، وَاكفِني بِأَمانِكَ عَن عَوائِقِ الضَّرّاءِ، وَاجعَل سِرّي مَعقوداً عَلیٰ مُراقَبَتِكَ، وإعلاني مُوافِقاً لِطاعَتِكَ، وهَب لي جِسماً رَوحانِيّاً، وقَلباً سَماوِيّاً، وهِمَّةً مُتَّصِلَةً بِكَ، ويَقيناً صادِقاً في حُبِّكَ، وأَلهِمني مِن مَحامِدِكَ أمدَحَها، وهَب لي مِن فَوائِدِكَ أسمَحَها، إنَّكَ وَلِيُّ الحَمدِ، وَالمُستَولي عَلَى المَجدِ.
يا مَن لا يَنقُصُ مَلكوتَهُ عِصيانُ المُتَمَرِّدينَ، ولا يَزيدُ جَبَروتَهُ إيمانُ المُوَحِّدينَ، إلَيكَ أستَشفِعُ بِقَديمِ كَرَمِكَ أن لا تَسلُبَني ما مَنَحتَني مِن جَسيمِ نِعَمِكَ، وَاصرِفني بِحُسنِ نَظَرِكَ لي عَن وَرطَةِ۲ المَهالِكِ، وعَرِّفني بِجَميلِ اختِيارِكَ لي مُنجِياتِ المَسالِكِ، يا مَن قَرُبَت رَحمَتُهُ مِنَ المُحسِنينَ، وأَوجَبَ عَفوَهُ [مَغفِرَتَهُ] لِلأَوّابينَ، بَلِّغنا بِرَحمَتِكَ غَنائِمَ البِرِّ وَالإِحسانِ، وجَلِّلنا بِنِعمَتِكَ مَلابِسَ العَفوِ وَالغُفرانِ، وأَصحِب رَغَباتِنا بِحَياءٍ يَقطَعُها عَنِ الشَّهَواتِ، وَاحشُ قُلوبَنا نوراً يَمنَعُها مِنَ الشُّبُهاتِ، وأَودِع

1.. الأنبياء: ۱۰۲ ـ ۱۰۳.

2.. الوَرطَةُ: الهُوَّة العميقة في الأرض، ثمّ استُعيرت للبليّة التي يعسر منها المخرج (مجمع البحرين: ج۳ص ۱۹۲۶ «ورط»).


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
160

عِترَتِهِ النُّجَباءِ، صَلاةً مَعروفَةً [مَقرونَةً] بِالتَّمامِ وَالنَّماءِ، وباقِيَةً بِلا فَناءٍ وَ[لاَ] انقِضاءٍ.
اللَّهُمَّ رَبَّ العالَمينَ، وأَحكَمَ الحاكِمينَ، وأَرحَمَ الرّاحِمينَ، أسأَ لُكَ مِنَ الشَّهادَةِ أقسَطَها، ومِنَ العِبادَةِ أنشَطَها، ومِنَ الزِّيادَةِ أبسَطَها، ومِنَ الكَرامَةِ أغبَطَها، ومِنَ السَّلامَةِ أحوَطَها، ومِنَ الأَعمالِ أقسَطَها، ومِنَ الآمالِ أوفَقَها، ومِنَ الأَقوالِ أصدَقَها، ومِنَ المَحالِّ أشرَفَها، ومِنَ المَنازِلِ ألطَفَها، ومِنَ الحِياطَةِ أكنَفَها، ومِنَ الرِّعايَةِ أعطَفَها، ومِنَ العِصمَةِ أكفاها، ومِنَ الرّاحَةِ [الرَّحمَةِ] أشفاها، ومِنَ النِّعمَةِ أوفاها، ومِنَ الهِمَمِ أعلاها، ومِنَ القِسَمِ أسناها، ومِنَ الأَرزاقِ أغزَرَها، ومِنَ الأَخلاقِ أطهَرَها، ومِنَ المَذاهِبِ أقصَدَها، ومِنَ العَواقِبِ أحمَدَها، ومِنَ الاُمورِ أرشَدَها، ومِنَ التَّدابيرِ أوكَدَها، ومِنَ الجُدودِ أسعَدَها، ومِنَ الشُّؤونِ أعوَدَها، ومِنَ الفَوائِدِ أرجَحَها، ومِنَ العَوائِلِ أنجَحَها، ومِنَ الزِّياداتِ أتَمَّها، ومِنَ البَرَكاتِ أعَمَّها، ومِنَ الصّالِحاتِ أعظَمَها.
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ قَلباً خاشِعاً زَكِيّاً، ولِساناً صادِقاً عَلِيّاً، ورِزقاً واسِعاً هَنيئاً، وعَيشاً رَغَداً مَرِيّاً، وأَعوذُ بِكَ مِن ضَنكِ المَعاشِ، ومِن شَرِّ كُلِّ ساعٍ وواشٍ، وغَلَبَةِ الأَضدادِ وَالأَوباشِ، وكُلِّ قَبيحٍ باطِنٍ أو فاشٍ، وأَعوذُ بِكَ مِن دُعاءٍ مَحجوبٍ، ورَجاءٍ مَكذوبٍ، وَحياءٍ مَسلوبٍ، وَاحتِجاجٍ مَغلوبٍ، ورَأيٍ غَيرِ مُصيبٍ.
اللَّهُمَّ أنتَ المُستَعانُ وَالمُستَعاذُ، وعَلَيكَ المُعَوَّلُ وبِكَ المَلاذُ، فَأَنِلني لَطائِفَ مِنَنِكَ فَإِنَّكَ لَطيفٌ، فَلا تَبتَلِيَنّي بِمِحَنِكَ فَإِنّي ضَعيفٌ، وتَوَلَّني بِعَطفِ تَحَنُّنِكَ يا رَؤُوفُ، يا مَن آوَى المُنقَطِعينَ إلَيهِ، وأَغنَى المُتَوَكِّلينَ عَلَيهِ، جُد بِغِناكَ عَن فاقَتي، ولا تُحَمِّلني

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11499
صفحه از 204
پرینت  ارسال به