159
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

شَهادَةً أعتَقِدُها بِإِخلاصٍ وإيقانٍ، واُعِدُّها طَمَعاً فِي الخَلاصِ وَالأَمانِ، اُسِرُّها تَصديقاً بِرُبوبِيَّتِكَ، واُظهِرُها تَحقيقاً لِوَحدانِيَّتِكَ، ولا أصُدُّ عَن سَبيلِها، ولا اُلحِدُ في تَأويلِها: أنَّكَ أنتَ اللَّهُ رَبّي لا اُشرِكُ بِكَ أحَداً، ولا أجِدُ مِن دونِكَ مُلتَحَداً.
لا إلٰهَ إلّاَ اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، الواحِدُ الَّذي لا يَدخُلُ في عَدَدٍ، وَالفَردُ الَّذي لا يُقاسُ بِأَحَدٍ، عَلا عَنِ المُشاكَلَةِ وَالمُناسَبَةِ، وخَلا مِنَ الأَولادِ وَالصّاحِبَةِ. سُبحانَهُ مِن خالِقٍ ما أصنَعَهُ، ورازِقٍ ما أوسَعَهُ، وقَريبٍ ما أرفَعَهُ، ومُجيبٍ ما أسمَعَهُ، وعَزيزٍ ما أمنَعَهُ، (لَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلْأَعْلَیٰ فِى ٱلسَّمَٰوَ ٰتِ وَ ٱلْأَرْضِ وَ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ)۱.
وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً نَبِيُّهُ المُرسَلُ، ووَلِيُّهُ المُفَضَّلُ، وشَهيدُهُ المُستَعدَلُ، المُؤيَّدُ بِالنّورِ المُضيءِ، وَالمُسَدَّدُ بِالأَمرِ المَرضِيِّ، بَعَثَهُ بِالأَوامِرِ الشّافِيَةِ، وَالزَّواجِرِ النّاهِيَةِ، وَالدَّلائِلِ الهادِيَةِ، الَّتي أوضَحَ بُرهانَها، وشَرَحَ بُنيانَها، في كِتابٍ مُهَيمِنٍ عَلیٰ كُلِّ كِتابٍ، جامِعٍ لِكُلِّ رُشدٍ وصَوابٍ، فيهِ نَبَأُ القُرونِ، وتَفصيلُ الشُّؤونِ، وفَرضُ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ، وَالفَرقُ بَينَ الحَلالِ وَالحَرامِ، فَدَعا إلیٰ خَيرِ سَبيلٍ، وشَفیٰ مِن هُيامِ الغَليلِ، حَتّیٰ عَلاَ الحَقُّ وظَهَرَ، وزَهَقَ الباطِلُ وَانحَسَرَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً مُمَهَّدَةً، لا تَنقَضي لَها مُدَّةٌ، ولا يَنحَصِرُ لَها عِدَّةٌ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ما جَرَتِ النُّجومُ فِي الأَبراجِ، وتَلاطَمَتِ۲ البُحورُ بِالأَمواجِ، ومَا ادلَهَمَّ۳ لَيلٌ داجٍ، وأَشرَقَ نَهارٌ ذُو ابتِلاجٍ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ ما تَعاقَبَتِ الأَيّامُ، وتَناوَبَتِ الأَعوامُ، وما خَطَرَتِ الأَوهامُ، وتَدَبَّرَتِ الأَفهامُ، وما بَقِيَ الأَنامُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنبِياءِ وآلِهِ البَرَرَةِ الأَتقِياءِ، وعَلیٰ

1.. الروم: ۲۷.

2.. في المصدر: «طلاطمة» والتصویب من الصحیفة السجّادیة الجامعة: ص۴۳۸.

3.. ادلَهَمَّ: كَثف واسوَدّ (لسان العرب: ج۱۲ ص۲۰۶ «دلهم»).


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
158

ذِي المِنَنِ الَّتي لا يُحصيهَا العادّونَ، وَالنِّعَمِ الَّتي لا يُجازيهَا المُجتَهِدونَ، وَالصَّنائِعِ الَّتي لا يَستَطيعُ دَفعَهَا الجاحِدونُ، وَالدَّلائِلِ الَّتي يَستَبصِرُ بِنورِهَا المَوجودونَ.
أحمَدُهُ جاهِراً بِحَمدِهِ، شاكِراً لِرِفدِهِ، حَمدَ مُوَفَّقٍ لِرُشدِهِ، واثِقٍ بِعَدلِهِ، لَهُ الشُّكرُ الدّائِمُ، وَالأَمرُ اللّازِمُ.
اللَّهُمَّ إيّاكَ أسأَلُ، وبِكَ أتَوَسَّلُ، وعَلَيكَ أتَوَكَّلُ، وبِفَضلِكَ أغتَنِمُ، وبِحَبلِكُ أعتَصِمُ، وفي رَحمَتِكَ أرغَبُ، ومِن نَقِمَتِكَ أرهَبُ، وبِقُوَّتِكَ أستَعينُ، وبِعَظَمَتِكَ أستَكينُ۱.
اللَّهُمَّ أنتَ الوَلِيُّ المُرشِدُ، وَالغَنِيُّ المُرفِدُ، وَالعَونُ المُؤيِّدُ، [وَ] الرّاحِمُ الغَفورُ، وَالعاصِمُ المُجيرُ، وَالقاصِمُ المُبيرُ۲، وَالخالِقُ الحَليمُ، وَالرّازِقُ الكَريمُ، وَالسّابِقُ القَديمُ.
عَلِمتَ فَخَبَرتَ، وحَلُمتَ فَسَتَرتَ، ورَحِمتَ فَغَفَرتَ، وعَظُمتَ فَقَهَرتَ، ومَلَكتَ فَاستَأثَرتَ، وأَدرَكتَ فَاقتَدَرتَ، وحَكَمتَ فَعَدَلتَ، وأَنعَمتَ فَأَفضَلتَ، وأَبدَعتَ فَأَحسَنتَ، وصَنَعتَ فَأَتقَنتَ، وجُدتَ فَأَغنَيتَ، وأَيَّدتَ فَكَفَيتَ، وخَلَقتَ فَسَوَّيتَ، ووَفَّقتَ فَهَدَيتَ.
بَطَنتَ الغُيوبَ، فَخَبَرتَ مَكنونَ أسرارِها، وحُلتَ بَينَ القُلوبِ وبَينَ تَصَرُّفِها عَلَى اختِيارِها، فَأَيقَنَتِ البَرايا أنَّكَ مُدَبِّرُها وخالِقُها، وأَذعَنَت أنَّكَ مُقَدِّرُها ورازِقُها، لا إلٰهَ إلّا أنتَ، تَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً كَبيراً.
اللَّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ وأَنتَ أقرَبُ الشّاهِدينَ، واُشهِدُ مَن حَضَرَني مِن مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ، وعِبادِكَ الصّالِحينَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ، أنّي أشهَدُ بِسَريرَةٍ زَكِيَّةٍ، وبَصيرَةٍ مِنَ الشَّكِّ بَريئَةٍ،

1.. استَكان: خَضَعَ (النهاية: ج۲ ص۳۸۵ «سكن»).

2.. المُبيرُ: المُهلِكُ (النهاية: ج۱ ص۱۶۱ «بور»).

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11498
صفحه از 204
پرینت  ارسال به