شَهادَةً أعتَقِدُها بِإِخلاصٍ وإيقانٍ، واُعِدُّها طَمَعاً فِي الخَلاصِ وَالأَمانِ، اُسِرُّها تَصديقاً بِرُبوبِيَّتِكَ، واُظهِرُها تَحقيقاً لِوَحدانِيَّتِكَ، ولا أصُدُّ عَن سَبيلِها، ولا اُلحِدُ في تَأويلِها: أنَّكَ أنتَ اللَّهُ رَبّي لا اُشرِكُ بِكَ أحَداً، ولا أجِدُ مِن دونِكَ مُلتَحَداً.
لا إلٰهَ إلّاَ اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، الواحِدُ الَّذي لا يَدخُلُ في عَدَدٍ، وَالفَردُ الَّذي لا يُقاسُ بِأَحَدٍ، عَلا عَنِ المُشاكَلَةِ وَالمُناسَبَةِ، وخَلا مِنَ الأَولادِ وَالصّاحِبَةِ. سُبحانَهُ مِن خالِقٍ ما أصنَعَهُ، ورازِقٍ ما أوسَعَهُ، وقَريبٍ ما أرفَعَهُ، ومُجيبٍ ما أسمَعَهُ، وعَزيزٍ ما أمنَعَهُ، (لَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلْأَعْلَیٰ فِى ٱلسَّمَٰوَ ٰتِ وَ ٱلْأَرْضِ وَ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ)۱.
وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً نَبِيُّهُ المُرسَلُ، ووَلِيُّهُ المُفَضَّلُ، وشَهيدُهُ المُستَعدَلُ، المُؤيَّدُ بِالنّورِ المُضيءِ، وَالمُسَدَّدُ بِالأَمرِ المَرضِيِّ، بَعَثَهُ بِالأَوامِرِ الشّافِيَةِ، وَالزَّواجِرِ النّاهِيَةِ، وَالدَّلائِلِ الهادِيَةِ، الَّتي أوضَحَ بُرهانَها، وشَرَحَ بُنيانَها، في كِتابٍ مُهَيمِنٍ عَلیٰ كُلِّ كِتابٍ، جامِعٍ لِكُلِّ رُشدٍ وصَوابٍ، فيهِ نَبَأُ القُرونِ، وتَفصيلُ الشُّؤونِ، وفَرضُ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ، وَالفَرقُ بَينَ الحَلالِ وَالحَرامِ، فَدَعا إلیٰ خَيرِ سَبيلٍ، وشَفیٰ مِن هُيامِ الغَليلِ، حَتّیٰ عَلاَ الحَقُّ وظَهَرَ، وزَهَقَ الباطِلُ وَانحَسَرَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً مُمَهَّدَةً، لا تَنقَضي لَها مُدَّةٌ، ولا يَنحَصِرُ لَها عِدَّةٌ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ما جَرَتِ النُّجومُ فِي الأَبراجِ، وتَلاطَمَتِ۲ البُحورُ بِالأَمواجِ، ومَا ادلَهَمَّ۳ لَيلٌ داجٍ، وأَشرَقَ نَهارٌ ذُو ابتِلاجٍ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ ما تَعاقَبَتِ الأَيّامُ، وتَناوَبَتِ الأَعوامُ، وما خَطَرَتِ الأَوهامُ، وتَدَبَّرَتِ الأَفهامُ، وما بَقِيَ الأَنامُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنبِياءِ وآلِهِ البَرَرَةِ الأَتقِياءِ، وعَلیٰ