157
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

۶ / ۱۱ ـ ۲۱

المُناجاةُ الإِنجيلِيَّةُ

۳۷۴.بحار الأنوار: المُناجاةُ الإِنجيلِيَّةُ لِمَولانا عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیه السلاموقَد وَجَدتُها في بَعضِ مَروِيّاتِ أصحابِنا ـــ رَضِيَ اللّهُ عَنُهم ـــ في كِتابِ أنيسِ العابِدينَ مِن مُؤلَّفاتِ بَعضِ قُدَمائِنا عَنهُ علیه السلام، وهِيَ:
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللَّهُمَّ بِذِكرِكَ أستَفتِحُ مَقالي، وبِشُكرِكَ أستَنجِحُ سُؤالي، وعَلَيكَ تَوَكُّلي في كُلِّ أحوالي، وإيّاكَ أمَلي فَلا تُخَيِّب آمالي.
اللَّهُمَّ بِذِكرِكَ أستَعيذُ وأَعتَصِمُ، وبِرُكنِكَ ألوذُ وأَتَحَزَّمُ، وبِقُوَّتِكَ أستَجيرُ وأَستَنصِرُ، وبِنورِكَ أهتَدي وأَستَبصِرُ، وإيّاكَ أستَعينُ وأَعبُدُ، وإلَيكَ أقصِدُ وأَعمِدُ، وبِكَ اُخاصِمُ واُحاوِلُ۱، ومِنكَ أطلُبُ ما اُحاوِلُ، فَأَعِنّي يا خَيرَ المُعينينَ، وقِنِي المَكارِهَ كُلَّها يا رَجاءَ المُؤمِنينَ.
الحَمدُ للَّهِ المَذكورِ بِكُلِّ لِسانٍ، المَشكورِ عَلیٰ كُلِّ إحسانٍ، المَعبودِ في كُلِّ مَكانٍ، مُدَبِّرِ الاُمورِ، ومُقَدِّرِ الدُّهورِ، وَالعالِمِ بِما تُجِنُّهُ البُحورُ وتُكِنُّهُ الصُّدورُ ويُخفيهِ الظَّلامُ، ويُبديهِ النّورُ، الَّذي حارَ في عِلمِهِ العُلَماءُ، وسَلَّمَ لِحُكمِهِ الحُكَماءُ، وتَواضَعَ لِعِزَّتِهِ العُظَماءُ، وفاقَ بِسَعَةِ فَضلِهِ الكُرَماءُ، وسادَ بِعَظيمِ حِلمِهِ الحُلَماءُ.
وَالحَمدُ للَّهِ الَّذي لا يُخفَرُ۲ مَنِ انتَصَرَ بِذِمَّتِهِ، ولا يُقهَرُ مَنِ استَتَرَ بِعَظَمَتِهِ، ولا يُكدي۳ مَن أذاعَ شُكرَ نِعمَتِهِ، ولا يَهلِكُ مَن تَغَمَّدَهُ بِرَحمَتِهِ،

1.. في نسخة: «اُجادِل»، وهو الأنسب.

2.. الخُفارة: الذمام. وأخفرتُ الرجلَ: إذا نقضت عهده وذمامه، والهمزة فيه للإزالة؛ أي أزلت خفارته (النهاية: ج۲ ص۵۲ «خفر»).

3.. أكدى الرجلُ: قَلَّ خيرُه: وقيل: المكدي من الرجال: الذي لا يثوب له مال ولا ينمي (لسان العرب: ج۱۵ ص۲۱۶ «كدا»).


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
156

المَذَلَّةِ عَلیٰ أعناقِها فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ، ويا أهلَ التَّقویٰ، ويا مَن لَهُ الأَسماءُ الحُسنیٰ، أسأَ لُكَ أن تَعفُوَ عَنّي، وتَغفِرَ لي، فَلَستُ بَريئاً فَأَعتَذِرَ، ولا بِذي قُوَّةٍ فَأَنتَصِرَ، ولا مَفَرَّ لي فَأَفِرَّ، وأَستَقيلُكَ عَثَراتي، وأَتَنَصَّلُ إلَيكَ مِن ذُنوبِيَ الَّتي قَد أوبَقَتني، وأَحاطَت بي فَأَهلَكَتني، مِنها فَرَرتُ إلَيكَ رَبِّ تائِباً فَتُب عَلَيَّ، مُتَعَوِّذاً فَأَعِذني، مُستَجيراً فَلا تَخذُلني، سائِلاً فَلا تَحرِمني، مُعتَصِماً فَلا تُسلِمني، داعِياً فَلا تَرُدَّني خائِباً.
دَعَوتُكَ يا رَبِّ مِسكيناً مُستَكيناً، مُشفِقاً خائِفاً، وَجِلاً فَقيراً مُضطَرّاً إلَيكَ، أشكو إلَيكَ يا إلٰهي ضَعفَ نَفسي عَنِ المُسارَعَةِ فيما وَعَدتَهُ أولِياءَكَ وَالمُجانَبَةِ عَمّا حَذَّرتَهُ أعداءَكَ، وكَثرَةَ هُمومي ووَسوسَةَ نَفسي.
إلٰهي! لَم تَفضَحني بِسَريرَتي، ولَم تُهلِكني بِجَريرَتي؛ أدعوكَ فَتُجيبُني وإن كُنتُ بَطيئاً حينَ تَدعوني، وأَسأَ لُكَ كُلَّما شِئتُ مِن حَوائِجي، وحَيثُ ما كُنتُ وَضَعتُ عِندَكَ سِرّي، فَلا أدعو سِواكَ، ولا أرجو غَيرَكَ.
لَبَّيكَ لَبَّيكَ، تَسمَعُ مَن شَكا إلَيكَ، وتَلقیٰ مَن تَوَكَّلَ عَلَيكَ، وتُخَلِّصُ مَنِ اعتَصَمَ بِكَ، وتُفَرِّجُ عَمَّن لاذَ بِكَ.
إلٰهي! فَلا تَحرِمني خَيرَ الآخِرَةِ وَالاُولیٰ لِقِلَّةِ شُكري، وَاغفِر لي ما تَعلَمُ مِن ذُنوبي، إن تُعَذِّب فَأَنَا الظّالِمُ المُفَرِّطُ، المُضَيِّعُ الآثِمُ، المُقَصِّرُ المُضَجِّعُ، المُغفِلُ حَظَّ نَفسي، وإن تَغفِر فَأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ.۱

1.. الصحيفة السجادية: ص۲۱۷ الدعاء ۵۱، البلد الأمين: ص۴۹۶.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11173
صفحه از 204
پرینت  ارسال به