135
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

إلٰهي! مَنِ الَّذي نَزَلَ بِكَ مُلتَمِساً قِراكَ۱ فَما قَرَيتَهُ؟ ومَنِ الَّذي أناخَ بِبابِكَ مُرتَجِياً نَداكَ فَما أولَيتَهُ؟ أيَحسُنُ أن أرجِعَ عَن بابِكَ بِالخَيبَةِ مَصروفاً، ولَستُ أعرِفُ سِواكَ مَولىً بِالإِحسانِ مَوصوفا؟! كَيفَ أرجو غَيرَكَ وَالخَيرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ؟ وكَيفَ اُؤَمِّلُ سِواكَ وَالخَلقُ وَالأَمرُ لَكَ؟ أأَقطَعُ رَجائي مِنكَ وقَد أولَيتَني ما لَم أسأَلهُ مِن فَضلِكَ؟ أم تُفقِرُني إلیٰ مِثلي وأَنَا أعتَصِمُ بِحَبلِكَ؟! يا مَن سَعِدَ بِرَحمَتِهِ القاصِدونَ، ولَم يَشقَ بِنَقِمَتِهِ المُستَغفِرونَ، كَيفَ أنساكَ ولَم تَزَل ذاكِري؟ وكَيفَ ألهو عَنكَ وأَنتَ مُراقِبي؟!
إلٰهي! بِذَيلِ كَرَمِكَ أعلَقتُ يَدي، ولِنَيلِ عَطاياكَ بَسَطتُ أمَلي، فَأَخلِصني بِخالِصَةِ تَوحيدِكَ، وَاجعَلني مِن صَفوَةِ عَبيدِكَ.
يا مَن كُلُّ هارِبٍ إلَيهِ يَلتَجِئُ، وكُلُّ طالِبٍ إيّاهُ يَرتَجي، يا خَيرَ مَرجُوٍّ، ويا أكرَمَ مَدعُوٍّ، ويا مَن لا يَرُدُّ سائِلَهُ، ولا يُخَيِّبُ آمِلَهُ، يا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِداعيهِ، وحِجابُهُ مَرفوعٌ لِراجيهِ، أسأَ لُكَ بِكَرَمِكَ أن تَمُنَّ عَلَيَّ مِن عَطائِكَ بِما تَقَرُّ بِهِ عَيني، ومِن رَجائِكَ بِما تَطمَئِنُّ بِهِ نَفسي، ومِنَ اليَقينِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مُصيباتِ الدُّنيا، وتَجلو بِهِ عَن بَصيرَتي غَشَواتِ العَمیٰ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۲

۶ / ۱۱ ـ ۵

مُناجاةُ الرّاغِبينَ

۳۵۶.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! إن كانَ قَلَّ زادي فِي المَسيرِ

1.. القِریٰ: الضيافة. (مجمع البحرين: ج۳ ص۱۴۷۵ «قرى»).

2.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۴.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
134

ثُمَّ بَكیٰ وقالَ:
وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ! ما أرَدتُ بِمَعصِيَتي مُخالَفَتَكَ، وما عَصَيتُكَ إذ عَصَيتُكَ وأَنَا بِكَ شاكٌّ، ولا بِنَكالِكَ جاهِلٌ، ولا لِعُقوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، ولٰكِن سَوَّلَت لي نَفسي، وأَعانَني عَلیٰ ذٰلِكَ سَترُكَ المُرخیٰ بِهِ عَلَيَّ، فَأَنَا الآنَ مِن عَذابِكَ مَن يَستَنقِذُني؟ وبِحَبلِ مَن أعتَصِمُ إن قَطَعتَ حَبلَكَ عَنّي؟ فَوا سَوأَتاه غَداً مِنَ الوُقوفِ بَينَ يَدَيكَ إذا قيلَ لِلمُخِفّينَ: جوزوا، ولِلمُثقِلينَ: حُطّوا، أمَعَ المُخِفّينَ أجوزُ، أم مَعَ المُثقِلينَ أحُطُّ؟! وَيلي! كُلَّما طالَ عُمُري كَثُرَت خَطايايَ ولَم أتُب، أما آنَ لي أن أستَحِيَ مِن رَبّي؟!.
ثُمَّ بَكیٰ، ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ:

أتُحرِقُني
بِالنّارِ يا غايَةَ المُنیٰ
فَأَينَ رَجائي ثُمَّ أينَ مَحَبَّتي
أتَيتُ بِأَعمالٍ قِباحٍ رَدِيَّةٍوما فِي الوَریٰ خَلقٌ جَنیٰ كِجِنايَتي
ثُمَّ بَكیٰ وقالَ:
سُبحانَكَ! تُعصیٰ كَأَ نَّكَ لا تَریٰ، وتَحلُمُ كَأَنَّكَ لَم تُعصَ، تَتَوَدَّدُ إلیٰ خَلقِكَ بِحُسنِ الصَّنيعِ كَأَنَّ بِكَ الحاجَةَ إلَيهِم، وأَنتَ يا سَيِّدِي الغَنِيُّ عَنهُم.
ثُمَّ خَرَّ إلَى الأَرضِ ساجِداً.۱

۳۵۵.الإمام زين العابدين علیه السلامـــ فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الرّاجينَ ـــ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، يا مَن إذا سَأَلَهُ عَبدٌ أعطاهُ، وإذا أمَّلَ ما عِندَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وإذا أقبَلَ عَلَيهِ قَرَّبَهُ وأَدناهُ، وإذا جاهَرَهُ بِالعِصيانِ سَتَرَ عَلَيهِ وغَطّاهُ، وإذا تَوَكَّلَ عَلَيهِ أحسَبَهُ وكَفاهُ.

1.. المناقب لابن شهرآشوب: ج۴ ص۱۵۱، بحار الأنوار: ج۴۶ ص۸۱ ح ۷۵.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11039
صفحه از 204
پرینت  ارسال به