۳۰۳.الإمام الصادق علیه السلام: إذا كانوا سَبعَةً يَومَ الجُمُعَةِ، فَليُصَلّوا في جَماعَةٍ، وَليَلبَسِ البُردَ وَالعِمامَةَ وَيَتَوَكَّأُ عَلىٰ قَوسٍ أو عَصاً۱.
راجع: وسائل الشیعة: ج ۵ ص ۳۷ (باب انه یستحب أَن يَعتَمَّ الإِمَامُ شِتَاءً وَ صَيفاً وَ...).
۴/۶
تَذکیرُ النّاسِ بما یَنفَعُ دُنیاهُم واُخراهُم
۳۰۴.صحیح مُسلِم عن جابر بن سَمُرة: كانَت لِلنَّبيّ صلی الله علیه و آله خُطبَتانِ يَجلِسُ بَينَهُما، يَقرَأُ القُرآنَ ويُذَكِّرُ النّاسَ۲.
۳۰۵.الإمام الباقر علیه السلامـ في بَيانِ كَيفِيَّةِ إلقاءِ خُطبَةِ الجُمُعَةِ ـ: الخُطبَةُ الاُولىٰ: الحَمدُ لِلّهِ، نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَستَهديهِ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ومِن سَيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يَهدِي اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضلِل فلا هادِيَ لَهُ. ۳ وأشهَدُ أن لا إلٰهَ إلَّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، انتَجَبَهُ لِولايَتِهِ واختَصَّهُ بِرِسالَتِهِ، وأكرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ أميناً عَلىٰ غَيبِهِ ورَحمَةً لِلعالَمينَ، وصَلَّى اللّهُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ. اُوصيكُم عِبادَ اللّهِ بِتَقوَى اللّهِ واُخَوِّفُكُم مِن عِقابِهِ، فَإِنَّ اللّهُ يُنجي مَنِ اتَّقاهُ بِمَفازَتِهِم لا يَمَسُّهُمُ السّوءُ ولا هُم يَحزَنونَ۴، ويُكرِمُ مَن خافَهُ، يَقيهِم شَرَّ ما خافوا ويُلَقّيهِم نَضرَةً وسُروراً۵، واُرَغِّبُكُم في كَرامَةِ اللّهِ الدّائِمَةِ، واُخَوِّفُكُم عِقابِهِ الَّذي لَا انقِطاعَ لَهُ ولا نَجاةَ لِمَنِ استَوجَبَهُ، فَلا تَغُزَّنَّكُم الدُّنيا ولا تَركَنوا إلَيها فإنّها دارُ غُرورٍ، كَتَبَ اللّهُ عَلَيها وعَلىٰ أهلِهَا الفَناءَ، فَتَزَوَّدَوا مِنهَا الَّذي أكرَمَكُم اللّهُ بِهِ مِنَ التَّقوىٰ والعَمَلِ الصّالِحِ، فِإِنَّهُ لا يَصِلُ إلَى اللّهِ مِن أعمالِ العِبادِ إلّا ما خَلَصَ مِنها، ولا يَتَقَبَّلُ اللّهُ إلّا مِنَ المُتَّقينَ۶، وقد أخبَرَكُمُ اللّهُ عَن مَنازِلِ مَن آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً، وعَن مَنازِلِ مَن كَفَرَ وعَمِلَ في غَيرِ سَبيلِهِ، وقالَ: (ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ * وَ مَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَ سَعِيدٌ * فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُوا فَفِى ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَ ٱلْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَ أَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُوا فَفِى ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَ ٱلْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ(۷ نَسأُلُ اللّهَ الَّذي جَمَعَنا لِهٰذَا الجَمعِ أن يُبارِكَ لَنا في يَومِنا هٰذا، وأن يَرحَمَنا جَميعاً إنَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. إِنَّ كِتابَ اللّهِ أصدَقُ الحَديثُ وأحسَنُ القَصَصِ، وقالَ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ: (وَإِذَا قُرِئَ ٱلْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(۸، فَاسمَعوا طاعَةَ [ا]للّهِ وأنصِتوا ابتِغاءَ رَحمَتِهِ. ثُمَّ اقرَأ سورَةً مِنَ القُرآنِ، وَادعُ رَبَّكَ وصَلِّ عَلَى النَّبيِّ صلی الله علیه و آله، وَادعُ لُلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ. ثُمَّ تَجلِسُ قَدرَ ما تَمَكَّنُ هُنَيهَةً، ثُمَّ تَقومُ فَتَقولُ: الحَمدُ لِلّهُ، نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ وَنَستَغفِرُهُ ونَستَهديهِ ونُؤمِنُ بِهِ ونَتَوَكَّلُ عَلَيهُ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن شُرورِ أنفُسنا ومِن سَيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يَهدِي اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضلِل فَلا هادِيَ لَهُ. وأشهَدُ أن لا إلٰهَ إلّٰا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ، أرسَلَهُ بِالهُدىٰ ودينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلىٰ الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرهَ المُشرِكونَ۹، وجَعَلَهُ رحمَةً لِلعالَمينَ بَشيراً ونَذيراً وداعِياً إلَى اللّهِ بِإِذنِهِ وسِراجاً مُنيراً۱۰، مَن يُطِعِ اللّهَ ورَسولَهُ فَقَد رَشَدَ ومَن يَعصِهِما فِقِد غَوىٰ. اُوصيكُم عِبادَ اللّهِ بِتَقوَى اللّهِ الذَّي يَنفَعُ بِطاعَتِهِ مَن أطاعَهُ، وَالَّذي يَضُرُّ بِمَعصِيَتِهِ مَن عَصاهُ، الَّذي إلَيهِ مَعادُكُم وعَلَيهِ حِسابُكُم، فَإِنَّ التَّقوىٰ وَصِيَّةُ اللّهِ فيكُم وفِي الَّذينَ مِن قَبلِكُم، قالَ اللّهُ عز و جل: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُوا ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)، اِنتَفِعوا بِمَوعظَةِ اللّهِ والزَموا كِتابَهُ فَإِنَّهُ أبلَغُ المَوعِظَةِ وخَيرُ الاُمورِ فِي المَعادِ عاقِبَةً، ولَقَدِ اتَّخَذَ اللّهُ الحُجَّةَ، فَلا يَهلِكَ مَن هَلَكَ إلّا عَن بَيِّنَةٍ، ولا يَحيىٰ مَن حَيَّ إلّا عَن بَيِّنَةٍ۱۱، وقَد بَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله الَّذي اُرسِلَ بِهِ، فَالزَموا وَصِيَّتَهُ وما تَرَكَ فيكُم مِن بَعدِهِ مِنَ الثَّقَلَينِ: كِتابِ اللّهِ وأهلِ بَيتِهِ، اللَّذَينِ لا يَضِلُّ مَن تَمَسَّكَ بِهِما ولا يَهتَدي مَن تَرَكَهُما، اللهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ سَيِّدِ المُرسَلَينَ وإمامِ المُتَّقينَ ورَسولِ ربّ العالمين.
ثمّ تَقولُ: اللهُمَّ صَلِّ عَلىٰ أميرِ المُؤمِنينَ ووَصيَّ رَسولِ ربّ العالَمينَ. ثُمَّ تُسمِّي الأَئِمَّةَ حَتّىٰ تَنتَهِيَ إلىٰ صاحِبِكَ، ثُمَّ تَقولُ: افتَح لَهُ فَتحاً يَسيراً وَانصُرهُ نَصراً عَزيزاً، اللهُمَّ أظهِر بِهِ دينَكَ وسُنَّةَ نَبيِّكَ حَتّىٰ لا يَستخفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ، اللهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهلَهُ، وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلىٰ طاعَتِكَ والقادَةِ في سَبيلِكَ، وتَرزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ، اللهُمَّ مَا حَمَّلتنَا مِنَ الحَقِّ فَعَرَّفناهُ، وما قَصُرَنا عَنهُ فَعَلَّمناهُ.
ثُمَّ يَدعُو اللّهَ عَلىٰ عَدوِّهِ ويَسأَلُ لِنَفسِهِ وأصحابِهِ، ثُمَّ يرفَعونَ أيدِيَهُم فَيَسألَونَ اللّهَ حَوائِجَهُم كُلَّها، حَتّىٰ إذا فَرَغَ مِن ذٰلِكَ قالَ: اللهُمَّ اَستَجِب لَنا.
ويَكونُ آخِرُ كَلامِهِ أن يَقولَ: (إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ ٱلاْءِحْسَانِ وَ إِيتَاىءِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَ يَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنكَرِ وَ ٱلْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)۱۲.
ثُمَّ يَقولُ: اللهُمَّ اَجعَلنا مِمَّن تَذَكَّرَ فَتَنَفَعُهُ الذِّكرىٰ. ثُمَّ يَنزِلُ.
1.. تهذیب الأحکام: ج۳ ص۲۴۵ ح۶۶۴، منتقی الجمان: ج۲ ص۱۰۹ کلاهما عن عمرو بن يزيد بیّاع السابري، وسائل الشیعة: ج۵ ص۱۵ ح۹۴۴۵.
2.. صحيح مسلم: ج۲ ص۵۸۹ ح۳۴، سنن أبي داود: ج۱ ص۲۸۶ ح۱۰۹۴، سنن الدارمي: ج۱ ص۳۹۰ ح۱۵۲۲، مسند ابن حنبل: ج۷ ص۴۲۰ ح۲۰۹۲۸، السنن الکبری: ج۳ ص۲۹۷ ح۵۷۷۳، کنز العمّال: ج۸ ص۳۷۴ ح۲۳۳۲۶؛ منتهى المطلب: ج۵ ص۳۹۷.
3.. إشارة إلی الآیة ۲۳ من سورة الزمر.
4.. إشارة إلی الآیة ۶۱ من سورة الزمر.
5..اُنظر الآیة ۱۱ من سورة الإنسان.
6..اُنظر الآیة ۱۱ من سورة المائدة.
7..هود: ۱۰۳ ـ ۱۰۸.
8.. الأعراف: ۲۰۴.
9.. إشارة إلی الآیة ۳۳ من سورة التوبة.
10.. إشارة إلی الآیتین ۴۵ و ۴۶من من سورة الأحزاب.
11.. إشارة إلی الآیة ۴۲ من سورة الأنفال.
12.. النحل: ۹.