۲۸۳.عنه عليه السلام :خالِقُوا النّاسَ بِأَخلاقِهِم ، صَلّوا في مَساجِدِهِم ، وعودوا مَرضاهُم ، وَاشهَدوا جَنائِزَهُم ، وإنِ استَطَعتُم أن تَكونُوا الأَئِمَّةَ وَالمُؤَذِّنينَ فَافعَلوا ؛ فَإِنَّكُم إذا فَعَلتُم ذلِكَ قالوا : هؤُلاءِ الجَعفَرِيَّةُ ؛ رَحِمَ اللّهُ جَعفَرا ما كانَ أحسَنَ ما يُؤَدِّبُ أصحابَهُ ! ۱
۲۸۴.عنه عليه السلام :صِلوا عَشائِرَكُم ، وَاشهَدوا جَنائِزَهُم ، وعودوا مَرضاهُم ، وأدّوا حُقوقَهُم ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنكُم إذا وَرِعَ في دينِهِ وصَدَقَ الحَديثَ وأدَّى الأَمانَةَ وحَسُنَ خُلقُهُ مَعَ النّاسِ ، قيلَ : هذا جَعفَرِيٌّ ؛ فَيَسُرُّني ذلِكَ ، ويَدخُلُ عَلَيَّ مِنهُ السُّرورُ ، وقيلَ : هذا أدَبُ جَعفَرٍ . وإذا كانَ عَلى غَيرِ ذلِكَ دَخَلَ عَلَيَّ بَلاؤُهُ وعارُهُ ، وقيلَ : هذا أدَبُ جَعفَرٍ . فَوَاللّهِ لَحَدَّثَني أبي عليه السلام أنَّ الرَّجُلَ كانَ يَكونُ فِي القَبيلَةِ مِن شيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام فَيَكونُ زَينَها ؛ آداهُم لِلأَمانَةِ ، وأَقضاهُم لِلحُقوقِ ، وأَصدَقَهُم لِلحَديثِ ، إلَيهِ وَصاياهُم ووَدائِعُهُم ، تُسأَلُ العَشيرَةُ عَنهُ فَتَقولُ : مَن مِثلُ فُلانٍ ! إنَّهُ لآَدانا لِلأَمانَةِ وأَصدَقُنا لِلحَديثِ . ۲
۲۸۵.دعائم الإسلام :رُوينا عَن أبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام : أنَّ نَفَرا أتَوهُ مِنَ الكوفَةِ مِن شيعَتِهِ ؛ يَسمَعونَ مِنهُ ، ويَأخُذونَ عَنهُ ، فَأَقاموا بِالمَدينَةِ ـ ما أمكَنَهُمُ المُقامُ ـ وهُم يَختَلِفونَ إلَيهِ ، ويَتَرَدَّدونَ عَلَيهِ ، ويَسمَعونَ مِنهُ ، ويَأخُذونَ عَنهُ . فَلَمّا حَضَرَهُمُ الاِنصِرافُ ووَدَّعوهُ ، قالَ لَهُ بَعضُهُم : أوصِنا يَا بنَ رَسولِ اللّهِ .
فَقالَ : اُوصيكُم بِتَقَوى اللّهِ ، وَالعَمَلِ بِطاعَتِهِ ، وَاجتِنابِ مَعاصيهِ ، وأَداءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَكُم ، وحُسنِ الصَّحابَةِ لِمَن صَحِبتُموهُ ، وأَن تَكونوا لَنا دُعاةً صامِتينَ .
فَقالوا : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، وكَيفَ نَدعو إلَيكُم ونَحنُ صُموتٌ ؟ !
قالَ : تَعمَلونَ ما أمَرناكُم بِهِ مِنَ العَمَلِ بِطاعَةِ اللّهِ ، وتَتَناهَونَ عَمّا نَهَيناكُم عَنهُ مِنِ ارتِكابِ مَحارِمِ اللّهِ ، وتُعامِلونَ النّاسَ بِالصِّدقِ وَالعَدلِ ، وتُؤَدّونَ الأَمانَةَ ، وتَأمُرونَ بِالمَعروفِ ، وتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ ، ولا يَطَّلِعُ النّاسُ مِنكُم إلّا عَلى خَيرٍ ؛ فَإِذا رَأَوا ما أنتُم عَلَيهِ قالوا : هؤُلاءِ الفُلانِيَّةُ ، رَحِمَ اللّهُ فُلانا ما كانَ أحسَنَ ما يُؤَدِّبُ أصحابَهُ ! وعَلِموا فَضلَ ما كانَ عِندَنا فَسارَعوا إلَيهِ .
أشهَدُ عَلى أبي ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ ـ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ورَحمَتُهُ وبَرَكاتُهُ ـ لَقَد سَمِعتُهُ يَقولُ : كانَ أولِياؤُنا وشيعَتُنا في ما مَضى خَيرَ مَن كانوا فيهِ ؛ إن كانَ إمامُ مَسجِدٍ فِي الحَيِّ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ مُؤَذِّنٌ فِي القَبيلَةِ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ صاحِبُ وَديعَةٍ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ صاحِبُ أمانَةٍ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ عالِمٌ مِنَ النّاسِ يَقصُدونَهُ لِدينِهِم ومَصالِحِ اُمورِهِم كانَ مِنهُم . فَكونوا أنتُم كَذلِكَ ؛ حَبِّبونا إلَى النّاسِ ، ولا تُبَغِّضونا إلَيهِم . ۳
راجع : ص ۲۰۸ ( تطابق القلب واللسان ) و ص ۲۸۰ ( مخالفة الفعل للقول ) و ص ۳۴۰ ( الفصل الثامن : آثار التبليغ العملىّ ) .
1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۳۸۳ ح ۱۱۲۸ عن زيد الشحّام ، دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۶۶ وفيه «بأحسن أخلاقهم .. . هؤلاء الفلانيّة ، رحم اللّه .. . فلانا» بدل «بأخلاقهم ... هؤلاء الجعفريّة ، رحم اللّه جعفرا» ، وسائل الشيعة : ج ۵ ص ۴۷۷ ح ۱ .
2.الكافي : ج ۲ ص ۶۳۶ ح ۵ ، مشكاة الأنوار : ص ۱۳۲ ح ۳۰۱ نحوه وكلاهما عن أبي اُسامة زيد الشحام ، وسائل الشيعة : ج ۸ ص ۳۹۸ ح ۲ وراجع : الحكايات (المطبوعة في المجلّد ۱۰ من كتب المؤتمر) : ص ۹۳ وتحف العقول : ص ۴۸۸ و بشارة المصطفى : ص ۲۲۲ .
3.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۵۶ ، مستدرك الوسائل : ج ۸ ص ۳۱۰ ح ۹۵۲۱ وراجع : صفات الشيعة : ص ۱۰۲ ح ۳۹ و مشكاة الأنوار : ص ۲۵۵ ح ۷۵۳ وشرح الأخبار : ج ۳ ص ۵۰۶ ح ۱۴۵۲ وبحارالأنوار : ج ۷۴ ص ۱۶۲ ح ۲۵ .