۸۴.الفتوح :أقبَلَ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رضى الله عنه ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ النّاسَ قَد بايَعوكَ طائِعينَ غَيرَ كارِهينَ ، فَلَو بَعَثتَ إلى اُسامَةَ بنِ زَيِدٍ وعَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ ومُحَمَّدِ بنِ مَسلَمَةَ وحَسّانِ بنِ ثابِتٍ وكَعبِ بنِ مالِكٍ ، فَدَعَوتَهُم لِيَدخُلوا فيما دَخَلَ فيهِ النّاسُ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ !
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : إنَّهُ لا حاجَةَ لَنا فيمَن لا يَرغَبُ فينا . ۱
۸۵.شرح الأخبار عن عبد اللّه بن موسى بن قادم :سَمِعتُ سُفيانَ الثَّورِيَّ يَقولُ بِأَعلى صَوتِهِ : وَاللّهِ ما أشُكُّ ، لَقَد بايَعَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ عَلِيّا صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، ولَقَد نَكَثا عَلَيهِ ، وَاللّهِ ما وَجَدا فيهِ لا عِلَّةً في دينٍ ولا خِيانَةً في مالٍ . ۲
۸۶.الكافئة عن الحسن :بايَعَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ عَلِيّا عليه السلام عَلى مِنبَرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله طائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ . ۳
۷ / ۴
خِطابُ طائِفَةٍ مِن أصحابِهِ بَعدَ البَيعِةِ
۸۷.تاريخ اليعقوبيـ بَعدَ ذِكرِ بَيعَةِ النّاسِ لِعَلِيٍّ عليه السلام ـ :وقامَ قَومٌ مِنَ الأَنصارِ فَتَكَلَّموا ، وكانَ أوَّلَ مَن تَكَلَّمَ ثابِتُ بنُ قَيسِ بنِ شَمّاسٍ الأَنصارِيُّ ـ وكانَ خَطيبَ الأَنصارِ ـ فَقالَ : وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَئِن كانوا تَقَدَّموكَ فِي الوِلايَةِ فَما تَقَدَّموكُ فِي الدِّينِ ، ولَئِن كانوا سَبَقوكَ أمسِ فَقَد لَحِقتَهُمُ اليَومَ ، ولَقَد كانوا وكُنتَ لا يَخفى مَوضِعُكَ ، ولا يُجهَلُ مَكانُك ، يَحتاجونَ إلَيكَ فيما لا يَعلَمونَ ، ومَا احتَجتَ إلى أحَدٍ مَعَ عِلمِكَ .
ثُمَّ قامَ خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ الأَنصارِيُّ ـ وهُوَ ذُو الشَّهادَتَينِ ـ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما أصَبنا لِأَمرِنا هذا غَيرَكَ ، ولا كانَ المُنقَلَبُ إلّا إلَيكَ ، ولَئِن صَدَقنا أنفُسَنا فيكَ ، فَلَأَنتَ أقدَمُ النّاسِ إيمانا ، وأعلَمُ النّاسِ بِاللّهِ ، وأولَى المُؤمِنينَ بِرَسولِ اللّهِ ، لَكَ ما لَهُم ، ولَيسَ لَهُم ما لَكَ .
وقامَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ فَقالَ : وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَقَد زَيَّنتَ الخِلافَةَ وما زانَتكَ ، ورَفَعتَها وما رَفَعَتكَ ، ولَهِيَ إلَيكَ أحوَجُ مِنكَ إلَيها .
ثُمَّ قامَ مالِكُ بنُ الحارِثِ الأَشتَرُ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! هذا وَصِيُّ الأَوصِياءِ ، ووارِثُ عِلمِ الأَنبِياءِ ، العَظيمُ البَلاءِ ، الحَسَنُ العَناءِ ۴ ، الَّذي شَهِدَ لَهُ كِتابُ اللّهِ بِالإِيمانِ ، ورَسولُهُ بِجَنَّةِ الرِّضوانِ ، مَن كَمُلَت فيهِ الفَضائِلُ ، ولَم يَشُكَّ في سابِقَتِهِ وعِلمِهِ وفَضلِهِ الأَواخِرُ ولَا الأَوائِلُ .
ثُمَّ قامَ عُقبَةُ بنُ عَمرٍو فَقالَ : مَن لَهُ يَومٌ كَيَومِ العَقَبَةِ ، وبَيعَةٌ كَبَيعَةِ الرِّضوانِ ، وَالإِمامُ الأَهدَى الَّذيلا يُخافُ جَورُهُ ، وَالعالِمُ الَّذي لا يُخافُ جَهلُهُ . ۵
راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۲ ص ۳۲۵ ( القسم الخامس / الفصل الأوّل : بيعة النور ) .
1.الفتوح : ج ۲ ص ۴۴۱ .
2.شرح الأخبار : ج ۱ ص ۴۰۳ ح ۳۵۳ .
3.الكافئة للشيخ المفيد : ص ۱۳ ح ۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۳۲ ح ، وراجع : الأمالي للمفيد : ص ۷۳ .
4.في الطبعة المعتمدة : « الغناء » وما أثبتناه من طبعة النجف ( ج ۲ ص ۱۵۵ ) . والعناء هنا : المداراة أو حسن السياسة ( لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۰۶ ) .
5.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۷۹ .